صلاح ابوشنب عضو محترف
موبايل : -- عدد المساهمات : 52 نقاط : 88 العمر : 78 بلد الاقامة : الاسكندرية
| موضوع: كيف فتح العرب الأندلس ؟ مقال لصلاح ابوشنب 09/11/12, 04:12 pm | |
| كيف فتح العرب الأندلس ؟ مقال لصلاح أبو شنب (الحلقة الأولى ) بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذى خلق الكون فأبدعه، ونشره فأوسعه ، وبسلطانه قهره فأخضعه، ورفع السماء بغير عمد، وأرسى الأرض على ماء جمد، وجعل فوقها الجبال ماسكة لها ووتد، ومد البحورَ منها باردٌ ومسجورٌ، وخلق الخلق جناً وإنساً ليس لشىء إلا لعبادته، وجعلهم فى الأرض خليفته، وملكهم فيها بمشيئته، فمن أطاع مكنه وأوسِع، ومن أساء سلبه ونزِع، وسبحان من سلط الخلق على الخلق لتتم مشيئته وتصلـُُح فى الأرض رعيته، فقال وقوله الحقولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض)،البقرة آية 251 وقد ينزع الله الملك من عبادٍ مؤمنين إن تركوا إيمانهم وغرتهم دنياهم ونسوا أمر ربهم ، وركنوا الى ملذاتهم وترفهم، ولم يَسِلُّو لعدو سيفاً أو يضعوا لظالم حدا، أو يرعو حقا للرعية أو تأخذهم فى الحق حمية، فحق لله أن يُسلط عليهم عدوَّهم الذى يفرح بخورهم وضعفهم فيجمع صفوفه فى تفرقهم، ويحشد جيوشه فى غفلتهم فيندفع اليهم وهم فى غمرتهم ساهون فيسُومَهم سوءَ العذابِ وينزع الملك منهم عنوة من أوسع الأبواب ويشيع فيهم القتل والتنكيل والتعذيب والترميل والفزع والتشريد. وتلك الأندلس ملكها الله للمسلمين لما كانوا مُستمسكين بدينهم ومتبعين لسنة نبيهم لما كان هدفهم نشر كلمة التوحيد فى ربوع الأرض بالطول والعرض، وليس رغبة فى العيش فى القصور والخروج للقنص وصيد الصقور، وسماع الغوانى وتجرع الخمور من أفمام القنانى والسُّكرحتى الثمالة وترك الرعية فى متاهات الضلالة، والإعراض عن مصاحبة الصالحين والركون الى الإستئناس بالحثالة، والإستقواء بالكافرين وعصيان رب الجلالة. فما كان من الله إلا أن أرداهم وشردهم وقطَّعهم فى الأرض قطعاً وجعلهم أحاديث وأورثهم أسوأ حالة. ولقد استولى طارق بن زياد مولى موسى بن نصير على الأندلس ليس بكثرة عدد الجنود ولا بعدة ضخمة وعتاد حرب، وإنما بإيمان راسخ وقر فى القلب وصدقه عمل دؤوب، وشجاعة موشاة بصبر جميل وجسارة رائعة ليس لها مثيل. بثلاثة ألآف محارب من المؤمنين لا يخافون إلا الله ولا يرجون من الدنيا إلا القليل ينهجون فى نهارهم سنة نبيهم وبالليل يتهجدون بآيات التنزيل، سعيا للفوز بإحدى الحسنيين، إما جنةٌٌ عرضُها السموات والأرض وإما نصرٌ من الله مُبين. *** | |
|