اجبـــــــــــار
لصلاح ابوشنب
أصرت على التمسك به حتى النهاية ، رغم رفض ابيها له للمرة الثالثة ، هددت بالانتحار ، تصلبت رأسُ أبيها وقال :
- لو انتحرتى مائة مرة فلن أضع يدى فى يد هذا الشاب.
دعتها صديقتها التى أودعت سرها عندها لقضاء الويك إندفى شاليه لها بشاطىء العجمى .
فوق الرمال البيضاء التى أسخنتها حرارة شمس صيف الاسكندرية جلست ترسم صورته ، كان البحر يغازلها عن كثب ، أبتسمت له وهى تسرع خطاها لترتمى فى أحضانه ، هرولت صديقتها خلفها لتمنعها قائلة :
- أخشى أن تفعليها اليوم وتتسببى لى فى مصيبة .
- لا تقلى علىّْ .
- ح تعومى وانتى فى الحالة دى ؟
- انت ناسية غنى بطلة سباحة ؟
- عارفة ، وكمان عارفة انك مجنونة وتعمليها .
- متخافيش علىّْ .. عمر الشقى بقى .
صعدت فوق الصخرة الكبيرة وسرعان ما قفزت الى الماء .. غابت طويلا ، سقط قلب صديقها وهى تراقبها بقلق بالغ .. قالت فى نفسها : عملتيها يا مجنونة وحتخربى بيتى .
كان يراقبهما عن كثب وهو فى الماء .
- كنت خايفة أنك متجيش ...
- واسيبك تنتحرى لوحدك .؟
- يعنى حننتحر سوا على طريقة الكاميكازى .
- لا .. على طريقة اميتاب باتشان !!
صرخت صديقتها وهى تشاهدها تغوص فى الماء وتغيب عن ناظرها ..
تجمع المصطافون .. القى الغطاسون بأنفسهم فى الماء .. اخرجوهما متعانقين.
*******