عمر الشيخى عضو فعال
عدد المساهمات : 15 نقاط : 45
| موضوع: الظلم بين القران السنه 26/03/10, 10:21 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الظلــــــــم بين القــــــــــران والسنــــــــــة الحمد لله رب العالمين مدح المخبتين فقال سبحانه (وبشر المخبتين) وهداهم الصراط المستقيم القائل في حديثه القدسي الكريم يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالمٌوا وصلى الله على البشير النذير الداعي إلى الله بإذنه السراج المنير صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين أما بعد لقد عرف شيخنا الشيخ الشعراوى رحمه الله الظلم بأنه محبه الانتفاع بجهد الغير عندما تظلم إنسانا أنك تأخذ حقه وحقه هو ما جاء بة بجهده وعرقه وهناك من يظلم إنسانا لحساب شخص أخر يعنى أنه لم ينتفع بظلمه ولكن غيره قد انتفع وهذا أشر من الأول لأنه ظلم إنسانا لنفع عبد آخر ولم يأخذ هو شيئا لنفسه الباطل زائل وهو لا يدوموالحق هو الثابت الذي لا يتغير إذن هذا هو تعريف الظلم ولبدأ بسرد الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي تبين معنى الظلم وكذلك عاقبه الظالمين وأنواع الظلم كلمه الظالمين ذكرت 70 مره في القرآن الكريم بدأت بسوره البقرة في قضيه آدم أبالبشر( َقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ) فكان الظلم معناه هو مخالفه أمر الله تعالى والظالمين هنا بمعنى لأنفسكما وذلك بإخراجكما من الجنة والتي وصفها سبحانه بأنك لا تجوع فيها ولا تعرى وانك لا تظمأ فيها ولا تضحى فكانت نتيجة مخالفه أمر الله الحق سبحانه انه قال (فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ) ولكن هل هذا الظلم به توبة ؟ نعم وكيف لاوهو الذي يقبل التوبة عن عباده فقال سبحانه(فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )لقد تاب آدم لتتوب ذريته وقبل الله التوبة حتى لا ييأس العباد من رحمته ,كشك في تفسيرهسئل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هي أرجى آية في القرآن فكان جواب العمالقة رضوان الله عليهم فقال ابوبكر رضي الله عنه (قل كل يعمل على شاكلته ) فالعبد شاكلته المعصية والرب شاكلة المغفرة والرحمةوقال عمر رضي الله عنه (غافر الذنب وقابل التوب )وقال عثمان رضي الله عنه(نبئ عبادي أنى أنا الغفور الرحيم ) وقال على رضي الله عنه (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمه الله إن الله يغفر الذنوب جميعا )إذن الذنب كان له توبة فهذا هو الذنب فما هي التوبة ؟ هي الكلمات التي قالها عليه السلام {قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }الأعراف23لذلك نجده سبحانه يقول {وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً }النساء110 أنت الذي تهب الكثير ***وتجبر القلب الكسير وتغفر الــــــــزلات وتقول هل من تائب مستغفر ***أوسائل أقضى له الحاجــــــــــــاتومازلنا مع سيدنا ادم وما ذكر عنه في القران {وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ }الأعراف19{وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً }طه115إن معصية الله سبحانه كانت لها عاقبه على أبينا ادم حيث قال {فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى }طه121ليس لآدم وحده إنما للمجتمع لكله هذه هي نتيجة ظلم الإنسان لنفسه فكان من عصى ربه ظهرت عورته اسمع للشيخ سيد قطب كيف قد لخص تجربه أبينا ادم عليه السلام وان معصيته لربه ليس إلا تشريعا اراد الله به ليعلمنا طريق النجاة لقد قال اللّه تعالى للملائكة : «إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً» .. وإذن فآدم مخلوق لهذه الأرض منذ اللحظة الأولى. ففيم إذن كانت تلك الشجرة المحرمة؟ وفيم إذن كان بلاء آدم؟ وفيم إذن كان الهبوط إلى الأرض ، وهو مخلوق لهذه الأرض منذ اللحظة الأولى؟ لعلني ألمح أن هذه التجربة كانت تربية لهذا الخليفة وإعدادا. كانت إيقاظا للقوى المذخورة في كيانه. كانت تدريبا له على تلقي الغواية ، وتذوق العاقبة ، وتجرع الندامة ، ومعرفة العدو ، والالتجاء بعد ذلك إلى الملاذ الأمين. إن قصة الشجرة المحرمة ، ووسوسة الشيطان باللذة ، ونسيان العهد بالمعصية ، والصحوة من بعد السكرة ، والندم وطلب المغفرة .. إنما هي تجربة البشرية المتجددة المكررة! لقد اقتضت رحمة اللّه بهذا المخلوق أن يهبط إلى مقر خلافته ، مزودا بهذه التجربة التي سيتعرض لمثلها طويلا ، استعدادا للمعركة الدائبة وموعظة وتحذيرا ) .. سيد قطب إذا المرء لم يلبس ثيابا من التقى *** تقلب عريانا ولو كان كاسيا وخير لباس المرء طاعة ربـــــه*** ولا خير فيمن كان لله عاصيا إن قول النبي صلى الله عليه وسلم إن الظلم ظلمات يوم القيامة فلو نظرنا إلى كلمه الظلمات سنجد إنها تحتوى على كلمه الظلم انظر إلى قول الحق {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ }البقرة17{وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ }الأنبياء87{وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَن يشأ اللّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }الأنعام39{أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأنعام122وهي الحياة والنور اللذان بهما سعادة العبد وهداه وفوزه. قال تعالى: " أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها " سورة الأنعام،إذن كان النور هو ضد الظلمات فإن القلب الحي المستنير هو الذي عقل عن الله وفهم عنه وأذعن وانقاد لتوحيده، ومتابعة ما بعث به رسوله صلى الله عليه وسلم وآله. والقلب الميت المظلم الذي لم يعقل عن الله، ولا انقاد لما بعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولهذا يصف سبحانه هذا الضرب من الناس بأنهم أموات غير أحياء، وبأنهم في الظلمات لا يخرجون منها، ولهذا كانت الظلمة مستولية عليهم في جميع جهاتهم، فقلوبهم مظلمة ترى الحق في صورة الباطل، والباطل في صورة الحق، وأعمالهم مظلمة، وأقوالهم مظلمة، وأحوالهم كلها مظلمة، وقبورهم ممتلئة عليهم ظلمة، وإذا قسمت الأنوار دون الجسر للعبور عليه بقوا في الظلمات ومدخلهم في النار مظلم، وهذه الظلمة هي التي خلق فيها الخلق أولا، فمن أراد الله سبحانه وتعالى به السعادة أخرجه منها إلى النور، ومن أراد به الشقاوة تركه فيها، كما روى الإمام أحمد وابن حبان في صحيحة من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن الله خلق خلقه في ظلمة ثم ألقى عليهم من نوره فمن أصابه من ذلك النور اهتدى ومن أخطأه ضل، فلذلك أقول: جف القلم على علم الله " . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل الله تعالى أن يجعل له نورا في قلبه، وسمعه، وبصره، وشعره، وبشره، ولحمه، وعظامه، ودمه، ومن فوقه، ومن تحته، وعن يمينه، وعن شماله، وخلفه، وأمامه، وأن يجعل ذاته نورا، فطلب صلى الله عليه وسلم النور لذاته، ولأبعاضه، ولحواسه الظاهرة والباطنة، ولجهاته الست. وقال أبي بن كعب رضي الله عنه: المؤمن مدخله من نور، ومخرجه من نور، وقوله نور، وعمله نور. وهذا النور بحسب قوته وضعفه يظهر لصاحبه يوم القيامة، فيسعى بين يديه ويمينه، فمن الناس من يكون نوره كالشمس، وآخر كالنجم، وآخر كالنخلة السحوق، وآخر دون ذلك، حتى أن منهم من يعطي نورا على رأس أبهام قدمه يضيء مرة، ويطفأ أخرى، كما كان نور إيمانه ومتابعته في الدنيا، كذلك فهو هذا بعينه يظهر هناك للحس والعيان.وقال الله تعالى: " الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات " سورة البقرة آية 257. فأولياؤهم يعيدونهم إلى ما خلقوا فيه من ظلمة طبائعهم وجهلهم أهوائهم، وكلما أشرق لهم نور النبوة والوحي وكادوا أن يدخلوا فيه منعهم أولياؤهم منه وصدوهم، فذلك إخراجهم إياهم من النور إلى الظلمات. وقال تعالى: " أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها " سورة الأنعام 122، فإحياؤه سبحانه وتعالى بروحه الذي هو وحيه، وهو روح الإيمان والعلم، وجعل له نورا يمشي به بين أهل الظلمة كما يمشي الرجل بالسراج. المضيء في الليلة الظلماء، فهو يرى أهل الظلمة في ظلامتهم، وهم لا يرونه، كالبصير الذي يمشي بين العميان.خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ }الزمر6فهذا هو خلق الإنسان خلق في ظلمه ثم يخرج منها إلى النور فمن أراد الله به السعادة أخرجه من الظلمات إلى النور إن المطلع على هذه الآيات ليخر إلى الأذقان سجدا ويحمد ربه انه أخرجه من الظلم والظلمات إلى النور نور الإسلام والإيمان فاسمع إلى الحبيب المصطفى ماذا يدعو عند خروجه من بيته فعن أم المؤمنين أم سلمه عن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج من بيته قال (بسم الله توكلت على الله اللهم أنى أعوذ بك أن أضل أو أضل، أو أزل أو أزل، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل علي )فهذا الحبيب يستعيذ بالله من أن يظلم أو يظلم وهو الذي قال الحق فيه {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم4ومن كان ظالما لم يكن حًسن الخٌلق،فحُسن الخلق هو أن ترضى الله في معاملتك مع الناس ومع علمنا بأن الإنسان إذا أرضى عمراَ أسخط زيداَ فمن المٌحال أن يقوم في خلق كريم يرضى جميع الخلائق ، ولما رأينا أن الأمر على هذا الحد وأدخل الله نفسه مع عباده في الصحبة كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال لربه (أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل ) وقال سبحانه (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }الحديد4(إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا){قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى }طه46فلا نصرف مكارم الأخلاق إلاً في صحبه الله خاصة ،فكل ما يرضى الله نأتيه وكل ما لا يرضيه نتجنبه ، وسواء كانت المعاملة والخًلق مما يخص جانب الحق أو تتعدى إلى الغير ،وإنها إن تعدت إلى الغير فإنها مما يرضى الله وسواء عندك سخط ذلك الغير أو رضاه فإن كان مؤمنا رضي بما يرضى الله، وان كان عدوا لله فلا اعتبار له عندنا فان الله يقول {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) فحسن الخلق إنما هو فيما يرضى الله فلا تصرفه إلاً مع الله سواء كان ذلك في الخَلق أو فيما يختص بجناب الله ,فمن راعى جناب الله انتفع به جميع المؤمنين وأهل الذمة (المقامات الفتوحات المكية) ابن عربيمما نفهمه من كلام الشيخ الأكبر أن المعاملة تكون مع الله، وان ترضى الله في جميع كلماتك وتصرفاتك وحركاتك، وان سخط الناس عليك فان من لم يرضى بحكم الله فهو كافر والكفر ظلم للنفس قال تعالى (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }( وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }المائدة47فلابد لرجوع النفس إن كانت مؤمنه إلى حكم الله {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }النور51انظر إلى الحبيب ماذا قال في حديثه(قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا " . فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ يَنْصُرُهُ مَظْلُومًا ، فَكَيْفَ يَنْصُرُهُ ظَالِمًا ؟ فَقَالَ : " يَكْفِهِ عَنِ الظُّلْمِ ) وهذا معناه أن لا تسكت على ظلم أخ لأخوة المؤمن بل يعظه ويبن له عواقب ظلمة . إن من أشد أنواع الظلم هو البغي {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ }القصص76قارون كان عنده المال الكثير الذي يستطيع بسطوته، أن يظلم الناس ويبغى عليهم ،ولكن انظر إلى نهايته كظالم {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ }القصص81قال الحبيب صلى الله عليه وسلم(" مَا مِنْ ذَنْبٍ أَحْرَى أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِصَاحِبِهِ فِيهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا ، مَعَ مَا يَدَّخِرُ فِي الآخِرَةِ ، مِنْ قَطِيعَةِ الرَّحِمِ وَالْبَغْيِ )أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْصَى رَجُلا , فَقَالَ : " أَنْهَاكَ عَنْ ثَلاثٍ : لا تَنْقُضْ عَهْدًا ، وَلا تُعِنْ عَلَى نَقْضِهِ ، وَإِيَّاكَ وَالْبَغْيَ ؛ فَإِنَّ مَنْ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَإِيَّاكَ وَالْمَكْرَ ؛ فَإِنَّ الْمَكْرَ السَّيِّئَ لا يَحِيقُ إِلا بِأَهْلِهِ ، وَلَهُمْ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ طَالِبٌ " .وقيل (وَصَّى رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ بَنِيهِ , قَالَ : اهْجُرُوا الْبَغْيَ ؛ فَإِنَّهُ مَنْبُوذٌ ، وَلا يَدْخُلَنَّكُمُ الْعُجْبُ ؛ فَإِنَّهُ مَمْقَتَةٌ ، وَالْتَمِسُوا الْمَحَامِدَ مِنْ مَكَانِهَا ، وَاتَّقُوا الْقَدَرَ فَإِنَّ فِيهِ النِّقْمَةَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , يَقُولُ : " إِنَّهُ سَيُصِيبُ أُمَّتِي دَاءُ الأُمَمِ " ، قَالُوا : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، وَمَا دَاءُ الأُمَمِ ؟ قَالَ : " الأَشَرُ وَالْبَطَرُ وَالتَّكَاثُرُ وَالتَّنَافُسُ فِي الدُّنْيَا وَالتَّبَاغُضُ ، وَالتَّحَاسُدُ ، حَتَّى يَكُونَ الْبَغْيُ ، ثُمَّ يَكُونَ الْهَرْجُ نصيحة(اعْلَمُوا أَنَّ أَسْرَعَ الْجُرْمِ عُقُوبَةً الْبَغْيُ ، وَشَرَّ النُّصْرَةِ التَّعَدِّي ، وَأَلأَمَ الأَخْلاقِ الضِّيقُ ، وَأَسْوَأَ الأَدَبِ كَثْرَةُ الْعِتَابِ ) عقوبة البغي ( عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : " تَكَلَّمَ مَلِكٌ مِنَ الْمُلُوكِ كَلِمَةَ بَغْيٍ ، وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى سَرِيرِهِ ، فَمَسَخَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فَمَا يُدْرَى أَيُّ شَيْءٍ مُسِخَ ، أَذُبَابٌ أَمْ غَيْرُهُ ، إِلا أَنَّهُ ذَهَبَ فَلَمْ يُرَ " . {فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }يونس23 وهنا يبين الحق سبحانه وكأنه يخاطب الباغي، يا من تريد أن تأخذ حق غيرك ،اعلم أن قصارى ما يعطيك اخذ هذا الحق، هو بعض من متاع الدنيا ، ثم تجازى من بعد ذلك بنار أبدية وأنت إذا قارنت زمن المتعة المغتصبة الناتجة عن البغي بزمن العقاب، عليها لوجدت أن المتعة رخيصة هينة بالنسبة إلى العقاب الذي سوف تناله عليها , ولا تأخذ عمرك في الدنيا قياسا على عمر الدنيا نفسها ،لأن الحق سبحانه قد يشاء أن يجعل عمر الدنيا عشرين مليونا من السنوات ،لكن عمرك فيها محدود .({إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاطِ }ص22 الخلطاء هم الشركاء ,فكثير منهم يبغى بعضهم على بعض ،ويظلم بعضهم بعضا ،مع أنهم أقبلوا على الشركة لحب بينهم .{قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ }ص24 {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }البقرة114فالمساجد هي مطالع أنوار الله تعالى وفيها الرحمة، وتدخل فيها النفوس فتحس بالرضا والأمن فإن الذين يجترئون على مساجد الله ،ويمنعون أن يذكر اسم الله فيها ،هم ظالمون ولا يوجد اظلم ممن يمنع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه , اى أن هذا هو الظلم العظيم .لأن الظالم يريد أن يطفئ مكان إشعاع نور الله لخلقه. وهؤلاء لابد من الضرب على أيديهم وعدم التخاذل أمامهم. | |
|