ينتظر عدد من شيوخ الأزهر وعلمائه وأعضاء مجمع البحوث، مفاجأة الاستدعاء من قبل القيادة السياسية الأيام القادمة، وذلك لاختيار أحدهم شيخاً للأزهر خلفاً للدكتور محمد سيد طنطاوى الذى رحل اليوم، وسط تساؤلات عدة أحاطها غموض حول الأسماء المرشحة للمنصب السنى الأرفع فى العالم الإسلامى، إلا أن التطور الطبيعى للمناصب الأزهرية يضيق دائرة المرشحين للمنصب، فهو إما المفتى أو وكيل الأزهر أو وزير الأوقاف أو رئيس جامعة الأزهر، ولكن البت فى هذا الأمر ما زال ينتظر الرئيس مبارك بعد عودته من ألمانيا، وتماثله للشفاء إثر العملية الجراحية التى أجراها هناك.
ووفقاً للعرف السائد فى المؤسسة الدينية المصرية، فإن الدكتور على جمعة (58 عاماً) مفتى الديار هو الأقرب فى هذا الوقت للمنصب، وقد تكون هى المفاجأة التى يجدها عند عودته من اليابان، حيث يتم تكريمه ضمن 100 شخصية الأكثر تأثيراً فى العالم، إلا أن الأزهريين أنفسهم ينظرون إلى الدكتور على جمعة بوصفه عالماً مجتهداً وفقيهاً مخضرماً، ولكنه فى النهاية "نصف أزهرى"، حيث إنه ما زال فى نظرهم خريج كلية التجارة عين شمس 1973 ولم يشفع له أنه حاصل على عدة شهادات أزهرية أخرى.
فى المقام الثانى يأتى الدكتور أحمد الطيب (63 عاماً) رئيس جامعة الأزهر، وهو اسم ينافس على جمعة بقوة على المنصب، خاصة أنه مقرب من أمانة السياسات بالحزب الوطنى الحاكم، كما أنه يدخل فى مصاف فقهاء الطبقة الأولى بالأزهر، ولكن ما يضعف فرصته أنه بعد تعيينه مفتياً لم ينعم بالمنصب سوى عام ونصف العام ليأتى على جمعة بدلاً منه ويرأس هو جامعة الأزهر عام 2003، خلفاً للدكتور أحمد عمر هاشم (69 عاماً) ومطروح هو الآخر للمنصب، وإن كان لا ينافس بقوة بسبب انزوائه فى اللجنة الدينية بمجلس الشعب.
الدكتور محمود حمدى زقزوق (77 عاماً) أيضاً كان ممن طرحت أسماؤهم بقوة لتولى المنصب، فالرجل أيضا صاحب اجتهادات خاصة، كما أنه وزير للأوقاف من عام 1996 وهو حاصل على عدد كبير من المناصب الأزهرية، ولكن كونه شيخاً "غير معمم" هذا يقلل من فرص تقبله بين الأزهريين، بسبب تخصصه فى الفلسفة الإسلامية ، التى حتى الآن هناك انقسام عليها بين رجال الدين الذين ينظرون إلى "روحانية" منصب شيخ الأزهر، وهى قاعدة يراها رجال الأزهر مهمة بجوار معايير العلم والأخلاق الكريمة، وكما يذكر محمد عبد المنعم البرى أستاذ الثقافة الإسلامية بكلية الدعوة بالأزهر، عضو اللجنة الدائمة لترقية الأساتذة بالأزهر، فإن الشخصيات الثلاث سالفة الذكر بعيدة عن المنصب، لأنها– باستثناء على جمعة - تفتقد إلى روحانية الشيوخ وسبب آخر يذكره البرى فزقزوق أكاديمى والدكتور عمر هاشم يميل إلى الجانب السياسى فى الدين أكثر من الفقهى، كما أن ميوله الصوفية قد تكون مانعاً آخر.
البعض أيضاً استدعى ذكر الدكتور نصر فريد واصل المفتى الأسبق، إلا أنه بالنظر لتاريخ الرجل يرى أنه كان قاب قوسين من المنصب، إلا أن إحالته إلى التقاعد من منصب المفتى عند بلوغه (65 عاماً) يقطع أى أمل عن ترشيحه لمناصب أخرى، خاصة بعد مجموعة الفتاوى الأخيرة التى أثارت جدلاً، مثل فتواه الصريحة بتحريم التدخين وتحريم ارتداء البنطلون الضيق للفتاة المسلمة.