الى هؤلاء الذين يقولون لنا انه لا يجوز الخروج على الحاكم حتى وان كان ظالما او فاسقا وان ضربنا واخذ اموالنا بل وذهب البعض منهم الى القول بانه لا يجوز الخروج على الحاكم حتى وان كان كافرا .الى هؤلاءنقول : ان خروج الحسين بن على (رضى الله عنهما) هو اقوى دليل على ان الخروج على الحاكم واجب وحتمى وذلك للاسباب الاتية : اولا جميع علماءالمسلمين على اختلاف مذاهبهم ونحلهم السابقين منهم واللاحقين لا يرتقون فى العلم والفكرومبادىء الدين الى علم و فكر وتدين وخلق الحسين بن على(رضى الله عنهما ) ..لماذا ؟لأن الحسين كان تلميذا لاعظم وافضل اثنين ( معلمين) فى تاريخ البشرية بصفة عامة وفى تاريخ الاسلام بصفة خاصة هذان المعلمان هما (رسولنا الكريم) المعلم الاول للبشرية جد الحسين ( محمد)- صلى الله عليه وسلم -والامام على بن ابى طالب(رضى الله عنه )المعلم الثانى بعد الرسول الكريم والذى كان يرجع اليه فى الفتوى والعلم كبار الصحابة مثل سيدنا ابى بكر الصديق وسيدنا عمر بن الخطاب (رضى الله عنهما) وغيرهما من كبار صحابة وتلاميذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قيل فى عصر الخلفاء الراشدين (قضية ولا ابا الحسن لها )يقصدون الامام على بن ابى طالب (رضى الله عنه )وقد قال عنه الرسول (صلى الله عليه وسلم): (انا مدينة العلم وعلى بابها )وحسبك ان عليا رضى الله تعالى عنه قد نشأ فى بيت النبوة وتربى على يدى رسول الله-صلى الله عليه وسلم -.هذابالاضافة الى ان امه (فاطمة الزهراء) بنت الرسول- صلى الله عليه وسلم- وتلميذة ابيها.ناهيك عن نشأته فى العصر الذهبى وسط جميع صحابة جده . اذن الحسين بن على (رضى الله عنهما) هومن افضل خلق الله فى الفتيا والعلم لانه رضع العلم من منبعه الاصلى وعاش فى مدرسة العلم المحمدية(جده وابيه وامه ). ثانيا ان يزيد بن معاوية بحكم المقاييس الدنيوية والعصرية هو ومن جاء بعده من خلفاء بنى امية ربما افضل حالا من بعض الحكام على مر التاريخ او على الاقل افضل من هؤلاء الحكام الظالمين الذين لا يريدون لنا اهل السلف ان نخرج عليهم فمن باب اولى الا يخرج الحسين بن على (رضى الله عنهما) الا يخرج على يزيدبن معاوية وحسبك انه يوجد بجيش يزيد بن معاوية بعض من صفوة الصحابة رضوان الله عليهم .اذن خروج الحسين وهو اعظم مفتى دليل على وجوب الخروج على الحاكم .ومن قبله قد خرج معاوية بن ابى سفيان وهو من صحابة رسول الله ومن كتاب الوحى خرج على افضل حاكم بعد رسول الله وهو الامام على بن ابى طالب .وقد خرجت السيدة عائشة رضى الله عنها ومعها خيار الصحابة خرجت على افضل الحكام وهو الامام على بن ابى طالب لانها ربما رأت فيه ظلما من وجهة نظرها وكذلك الحسين راى ظلما من يزيد .وخروج عبدالله بن الزبير بن العوام على خلفاء بنى امية وهو من خير الرجال وحكام بنى امية افضل حالا من حكام هذا الزمان .وهذه ليست قضيتنا القضية ان هؤلاء خرجوا على الحكام وهم من افضل خلق الله والحكام فى عصرهم افضل من حكام العصور الاخرى .ان ما يقوله اهل السلف نتيجة للخوف من الحكام والبطش بهم او ربما للطمع فى ذهبهم فهم قد وقعوا(وللان) تحت نظرية (سيف المعز وذهبه ) على نحو ما نرى اليوم من مداهنة اهل العلم والفتوى للحكام وعدم قولهم الحق ونسوا قول الرسول صلى الله عليه وسلم : (من راى منكم منكرافليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان ...)وقوله(الساكت عن الحق شيطان اخرس ...)وقوله (ان من اعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر ).ان الاسلام يرفض سياسة الامر الواقع ان كان فيه ظلما .والا فنحن نخضع لقول الحكام وقوانينهم حتى وان خالفت امر الدين كقضايا المعاملات فى البنوك ومحاربة المسلم لاخيه المسلم بأمر الحاكم كما حدث فى حرب الخليج الاولى وغيرها من القوانين الظالمة والمجافية للشريعة الاسلامية .ان الشعوب التى خرجت على حكامها على مر العصور نجحت وارتقت وحلقت الى الافاق اما هذه الدول وتلك الشعوب الجبانة والمستسلمة لحكامها والتى تؤيد نظرية بعض العلماء وللاسف الشديد تطيع قول العلماء فيما يخضع لهواهم اما فيما لا يخضع للهوى كالغش والكذب والرشوة واكل الحرام فلا طاعة للعلماء . ان هذه الشعوب التى تمسكت بظاهر القول عاشت وما زالت تعيش فى الفقر والجهل والمرض وحاصرها التخلف والظلم والفسادوخير دليل على ذلك ما نراه اليوم فى واقعنا المتردى فى دولنا العربية والدول الاسلامية التى تتبع قول هؤلاء العلماء وتخضع للحكام . وبالامس القريب والى اليوم نرى حكاما اشد من يزيد بن معاوية ظلما واقوى من الحجاج بن يوسف الثقفى بطشا وشيوخنا يريدون لنا السكوت عن الحق والخضوع للذل رغم ان الاسلام يريد العزة لله ولرسوله وللمؤمنين .
الشربينى الاقصرى .