أخى أحمد عثمان هذا الحد
ليس هذا الخبر بحديث قدسي ، إنما رواه الإمام أبو نعيم في كتابه الحلية (15914) في ترجمة العباس بن إسماعيل الطامدي فقال :
(حدثنا أبي قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن خلة الصفار قال حدثنا محمد بن يوسف الصوفي قال حدثنا العباس بن إسماعيل الطامدي قال حدثنا مكي بن إبراهيم بن موسى بن عبيدة الربذي عن محمد بن كعب القرظي قال :
"قرأت في التوراة أو قال في صحف إبراهيم الخليل ، فوجدت فيها : يقول الله يا بن آدم ما أنصفتني خلقتك ..")ا.هـ
كما ذكره الحافظ السيوطي بلا إسناد في كتابه "الدر المنثور في التأويل بالمأثور" (6/520) عند تفسير قول الله تعالى (ثم السبيل يسره) من سورة عبس ، وفي كتابه "الحبائك في أخبار الملائك" (ص 37) فيما جاء في ملك الأرحام عليه السلام فقال :
(وأخرج أبو نعيم في الحلية عن محمد بن كعب القرظي قال: قرأت في التوراة - أو قال في صحف إبراهيم عليه السلام - فوجدت فيها: يقول الله: يا بن آدم ما أنصفتني..)ا.هـ
محمد بن كعب القرظي تابعي عالم ثقة كثير الحديث .
فهذا الخبر من قبيل أخبار أهل الكتاب التي تسمى بـ (الإسرائيليات) ، وأهل العلم يقسمون ما ورد إلينا من أخبارهم إلى ثلاثة أقسام:-
الأول : ما جاء موافقاً لما في شرعنا ، فهذا نصدقّه ويجوز لنا روايته .
الثاني : ما جاء مخالفاً لما في شرعنا ، فهذا نكذّبه ويُحرم علينا روايته إلا لبيان بطلانه .
الثالث : ما سكت عنه شرعنا ، فهذا نتوقف فيه ، فلا نحكم عليه بصدق ولا بكذب، ويجوز لنا روايته على جهة الاستئناس به ، لأن غالب ما يُروى في ذلك راجع إلى القصص والأخبار لا إلى العقائد والأحكام ، وروايته ليست إلا مجرد حكاية له لما هو في كتبهم أو كما يحدثون به بصرف النظر عن كونه حقاً أو غير حق .
ويدل على هذا قول النبي صلى الله عليه وآله سلم :
( بلّغوا عني ولو آية وحدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي معتمداً فليتبوأ مقعده من النار)
[أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (3461)]
قال الإمام الحافظ ابن كثير الدمشقي رحمه الله تعالى وهو يتحدث عن القسم الثالث في مقدمة تفسيره (1/
:
(وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود إلى أمر ديني)ا.هـ
والخبر الإسرائيلي المذكور من القسم الثالث لأنه مسكوت عنه في شرعنا الحنيف .
***
وإليكم بعض فتاوى أهل العلم حول هذا الخبر :
[1] قال الشيخ عبد الرحمن السحيم حفظه الله تعالى :
(هذا الحديث مما تلوح عليه علامات الوضع والكذب ، ولا يجوز نشره ولا تجوز نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم ، والله أعلم)ا.هـ