دماء فى أتوبيس «المقاولون العرب»

جريمة قتل بشعة، صباح أمس، بين العاملين فى فرع شركة «المقاولون العرب» فى
أبوالنمرس بأكتوبر، أفادت التحريات والتحقيقات بأن سائق أتوبيس الشركة قتل ٦ وأصاب
٦ من زملائه، موضحة أنه أوقف الأتوبيس قبل مقر الفرع بـ٣٠٠ متر وأخرج بندقية آلية
كان يخفيها خلف مقعده وأطلق النار بعشوائية على العاملين وهم مهندسون ومديرون وأمين
مخازن
وتبين أن الأتوبيس كان يقل ٢٣ عاملاً بالشركة وبعضهم قفز من نوافذ الأتوبيس وبعد
ارتكابه الجريمة أغلق السائق باب الأتوبيس وسار به إلى الشركة ومعه القتلى
والمصابون وبعض الناجين وثارت حالة من الذعر والخوف والحزن بين العاملين فى الشركة
والأهالى الذين يسكنون بالقرب منها فى منطقة أبوالنمرس، وانتقلت قيادات الأمن فى
أكتوبر إلى مكان الحادث وألقى القبض على السائق المتهم وحضرت سيارات الإسعاف ونقلت
جثث الضحايا إلى مشرحة زينهم ونقل المصابون إلى المركز الطبى فى المقاولون
العرب..
وتم التحفظ على الأتوبيس والمقذوفات الموجودة به وتبين أن الدماء غطت مقاعد
الأتوبيس، فيما لم تتضح بعد أسباب الجريمة أو دوافعها.
قال المصابون والناجون وبعض العاملين فى الشركة إن السائق مشهود له بالكفاءة
وعلاقته جيدة بالعاملين وأنه ينقلهم من منطقة ١٥ مايو والتبين إلى مقر فرع الشركة
منذ سنوات ويحمل رخصة درجة أولى ولا يعانى من أمراض نفسية أو عصبية وكان هادئاً
وجار استجوابه بمعرفة رجال الأمن وعمل تحريات عنه وعن علاقاته بالعاملين فى الشركة
وخلافاته مع الآخرين وكيفية حصوله على البندقية الآلية والطلقات.
وأفادت المناقشة المبدئية للمتهم بأن هناك خلافا مع ٣ من العاملين فى الشركة،
وأنهم كانوا يقومون بالتنقيب عن الآثار، وأنهم استخرجوا عدة قطع أثرية، إلا أنهم
حصلوا على القطع وباعوها دون إعطائه مستحقاته، وأضاف أنه محبط بسبب عدم العدالة فى
توزيع الاجور فى الشركة.
وأمر المستشار عبدالمجيد محمود، النائب العام، بتشكيل فريق من نيابة جنوب الجيزة
بإشراف ورئاسة المستشار حمادة الصاوى، المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة،
وضم الفريق محمود عبود وهيثم أبوالحسن ومصطفى خالد وياسر خاطر ومحمد الموزى ومحمد
فؤاد حسن ومحمد عبدالفتاح، وكلاء النيابة.
وانتقلت النيابة إلى مسرح الجريمة وعاينت الأتوبيس وعثرت على آثار إطلاق نار
وتبين أن الأتوبيس به كمية كبيرة من دماء الضحايا أغرقت مقاعد الأتوبيس، وقررت
النيابة تشريح جثث الضحايا لبيان سبب الوفاة وانتقلت إلى مستشفى «المقاولون» لسماع
أقوال المصابين، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة وبدأ التحقيق مع المتهم
واستجوابه فى ساعة متأخرة من مساء أمس لمعرفة الأسباب والدوافع.
تلقى اللواء أسامة المراسى، مساعد الوزير لأمن أكتوبر، بلاغاً بوقوع قتلى
ومصابين إثر إطلاق الرصاص داخل أتوبيس لفرع شركة المقاولون العرب وأضاف البلاغ أن
الحادث وقع على بعد ٣٠٠ متر من مقر الفرع وهو خاص بالمشروعات الكهرومغناطيسية لمياه
الشرب والصرف الصحى..
انتقلت قيادات مديرية الأمن إلى المكان بإشراف اللواء أحمد عبدالعال، مدير
الإدارة العامة لمباحث أكتوبر، والعميد محمد أبوزيد، رئيس المباحث الجنائية، وانتقل
العميدان محمود الجمسى وعبدالحميد أبوموسى والمقدمان سعيد عابد وأحمد مبروك..
وتبين من الانتقال والتحريات والمعاينة أن أتوبيس الشركة كان قادما من منطقتى ١٥
مايو والتبين وأن السائق يدعى محمود طه أحمد سويلم، ٥٤ سنة، تحرك فى طريقه اليومى،
عبر كورنيش النيل وصعد عبر كوبرى المنيب الدائرى ونزل فى طريق مصر ــ أسيوط الزراعى
وأنه وقبل وصوله باب الشركة استوقف الأتوبيس وأغلق بابه وأخرج بندقية آلية كان
يخفيها خلق مقعده وأطلق النار بعشوائية على العاملين بالفرع والذين فوجئوا به يخرج
السلاح ويطلق النار دون مقدمات أو مشاكل أو مشاجرة بينه وبين أحد من زملائه.
وتبين من التحريات وسماع أقوال المصابين والناجين أن الأتوبيس كان يقل ٢٣ من
العاملين والسائق وأن البعض منهم قفز من الأتوبيس فور إطلاق النار، هربا من الموت
وتبين أن السائق وعقب ارتكاب الجريمة انطلق بالأتوبيس إلى داخل الشركة وبه جثث
الضحايا والمصابون وبعض الناجين الذين اختبأوا أسفل المقاعد.
وتبين أن إطلاق الرصاص أسفر عن مصرع كل من سالم عبدالسلام جودة، مدير مالى
بالفرع، وأحمد محمد حسن، نائب مدير مالى، وطارق محمد محمد، مهندس ميكانيكا بالشركة،
وإبراهيم مصطفى بيومى، مهندس ميكانيكا بالشركة، وجمعة نصير فهيم، مدير شؤون عاملين،
وعبدالفتاح عبدالفتاح، مدير مخازن، وتم نقلهم إلى مشرحة زينهم
وتبين أن طلقات الرصاص استقرت فى رؤوس وصدور المجنى عليهم وتبين أن المصابين هم
عماد الدين محمود على، مدير مالى بالشركة، وفخرى عبدالحميد أحمد، نائب مدير مالى،
وأشرف جلال محمد، أمين مخازن، ونميرى عبد التواب دسوقى، أمين مخازن، ومحمود سامح
محمود، مدير شؤون عاملين..
وتم نقل المصابين إلى المركز الطبى للمقاولون العرب لتلقى العلاج وخضعوا لعمليات
جراحية لاستخراج الرصاص. وفرضت أجهزة الأمن كردونا أمنياً على فرع الشركة وتحفظت
على الأتوبيس بأمر من النيابة العامة.
وقال الناجون فى تحقيقات النيابة إنهم كانوا فى طريقهم إلى فرع الشركة وكانت
الحياة طبيعية وتدور حوارات بين العاملين فى الشركة وصعد الأتوبيس إلى الطريق
الدائرى عند المنيب ونزل فى طريق الصعيد.
وأضاف الناجون وعددهم ١٠ أشخاص أنهم فوجئوا بالسائق يقف بالأتوبيس ويخرج سلاحاً
آلياً ويطلق النار بعشوائية عليهم وأن دماء الضحايا أغرقت المقاعد وأن البعض منهم
أصيب بالإغماء وفقدوا النطق وهم يشاهدون زملاءهم يسقطون جثثا هامدة بجوارهم