إن اليابان فى أواخر القرن التاسع عشر أرسلت بعثة إلى مصر لتقصى أسباب نهضتها فى زمن محمد على باشا، بعد مرور أكثر من قرن مازالت مصر تعانى من التخلف والفساد والاستبداد والفقر العلمى والتعليمى والتدهور الصحى وزيادة معدلات الفقر والبطالة، بينما وصلت اليابان إلى أكبر قوة اقتصادية فى العالم، بفضل اهتمامها بالتعليم والبحث العلمى، فالدولة التى تسعى إلى التقدم تبعث أبناءها إلى الخارج لنقل العلم إلى بلادهم، ومنهم هذا الشاب الذى بعثته دولة اليابان إلى أمريكا للحصول على درجة الدكتوراه فى الميكانيكا، فشغله كيف يتم تصنيع الموتور فى أمريكا، فبدأ بفك الموتور وتركيبه واستعان بسفارة بلده بمنحه إعانة مالية ليتم بها عمله، وبدأ يتردد على الورش حتى قام بتصنيع الموتور فعاد إلى بلاده بعدما حقق هدفه لنقل بلده إلى الدول المتقدمة، فاستقبله إمبراطور اليابان وقال له: جئتك بأعظم هدية وهى الموتور الذى كان السبب فى تقدم بلاده.
فدولة كوريا تبعث شبابها إلى الخارج ثم تحتفى بهم عند عودتهم وتوفر لهم كل الإمكانيات والإعلام الكورى بمختلف وسائله يحث الشعب على العمل والعلم والإبداع والابتكار.
العالم التايوانى (يوان لى) الحاصل على جائزة نوبل فى الكيمياء فى أمريكا عاد إلى بلاده لنقل العلم ونقل بلاده إلى الدول المتقدمة، فمصر لديها علماء عظماء فى الخارج وكان لهم دور عظيم فى تطوير تلك المجتمعات، فإن شبابنا يبعث إلى الخارج ولا يفكر فى الرجوع مرة ثانية، لأن دولته لا تحتفى به بل طاردة للعلماء والأكفاء، فلو عاد أحد منهم وعمل فى مصر سوف يحاوله تدميره، فيتسرب اليأس إليه ويرجع إلى الخارج، فإن تقدم مصر لا يتحقق إلا بالاهتمام بالتعليم والبحث العلمى والاحتفاء بالعلماء المصريين وتوفير المناخ الملائم لهم.