تفسير قوله تعالى ( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن إتقى ).
قال ابن كثير رحمه الله عند تفسيره هذه الاية : فلا تزكوا أنفسكم أى تمدحوها أو تشكروهاوتمنوا باعمالكم هو أعلم بمن إتقى كما قال تعالى الم ترى إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكى من يشاء ولا يظلمون فتيلا ".
روا مسلم فى صحيحه من حديث محمد بن عمرو بن عطاء قال : سميت ابنتى برة فقالت لى زينب بنت ابى سلمة : "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا الاسم " ,وسميت برة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لاتزكوا أنفسكم أن الله أعلم باهل البر منكم " فقالوا : بما نسميها ؟ قال : " سموها زينب " وقد ثبت أيضأ عند احمد عن عبد الرحمن ابن أبى بكر عن أبيه قال مدح رجل رجلآ عند النبى صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام : " ويلك قطعت عنق صاحبك -مرارآ - إذا كان أحدكم مادحآ صاحبه لامحالة فليقل أحسب فلانآ والله حسيبه ولا أزكى على الله أحدآ أحسبه كذ وكذا إن كان يعلم ذلك " / ( وكذا رواه مسلم والبخارى ).
قال الطبري عند قوله تعالى : " فلا تزكوا أنفسكم " : أى لا تشهدوا لأنفسكم بأنها زكية بريئة من الذنوب والمعاصى , وقوله : " هو أعلم بمن إتقى " يقول جل ثناؤه :" ربك يامحمد أعلم بمن خاف عقوبة الله فاجتنب معاصيه من عباده " .
وأما القرطبى فقال رحمه الله عند قوله ( فلاتزكوا أنفسكم ) : أى لا تمدحوها ولا تثنوا عليها فانه أبعد من الرياء واقرب الى الخشوع.
وعند قوله ( هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ) أى أخلص العمل واتقى عقوبة الله , قال الحسن : قد علم الله سبحانه كل نفس ماهى عاملة , وما هى صانعة ,وإلى ما هى صائرة.
وقال عمر رضى الله عنه : إن أخوف ما اخاف عليكم إعجاب المرء برايه .
وقد كثر المداحون لأنفسهم وبأن لهم تزكيات من المشائخ والعلماء وإنهم كذا وكذا مع العلم أن هذا الأمرخطيربل ومنهى عنه ويخشى على قائله من الغرور والرياء لأن الإنسان لا تزكيه أوراق ولكن يزكيه عمله وعلمه .
فيجب علينا أن نتقى الله عباد الله وإيانا أن ننزلق فى مثل هذا المنزلق الخطير