شـــــروط...
موفق محادين
تعالوا نتتبع تاريخ الشروط الاميركية والاوروبية ليس علينا فقط بل على الصعيد الدولي.. وتعالوا نقرأ نماذج الرضوخ وما ترتب عليها.
من الشروط المشهورة في التاريخ الشروط التي فرضتها اوروبا على المانيا في الحربين وكذلك الشروط التي فرضتها اوروبا على فرنسا ثم الشروط التي فرضتها المانيا على فرنسا في الحرب العالمية الثانية ثم الشروط الاميركية - الفيتنامية المتبادلة واخيرا الشروط الاميركية والاسرائيلي على العرب.. تعالوا نتعرف على القواسم المشتركة بين كل هذه الشروط.
اولا: تخفيض الجيش النظامي مقابل زيادة الامن الداخلي واعادة ترتيب الاخير ضمن ترتيبات الغزاة او المنتصرين.
ثانيا: تغيير العلم والنشيد الوطني واي رمز من رموز القوة والكرامة الوطنية والقومية.
ثالثا: فرض رقابة مباشرة على السياسات المالية والنقدية.
رابعا: تغيير هياكل الدولة وتفكيكها الى اقاليم لا مركزية ضمن تصنيفات عرقية او ثقافية او دينية.
خامسا: اطالة امد الانسحاب واعادة (السيادة) حتى تحقق اللامركزية اهدافها في تعميق التناحرات المحلية.
سادسا: ان يرافق ذلك وقف كلي لاطلاق النار ووقف العنف تحت طائلة مسؤولية العقاب الجماعي اي بما يحقق للغزاة اهدافهم من دون خسائر.
سابعا: دائما كانت هناك دولة جارة عزيزة على قلب الغزاة وكان يطلب من الدولة المقهورة ضبط حدودها, ومنع المتسللين وايقاع العقوبات بهم وكانت تسميتهم تتراوح بين رجال العصابات والارهابيين والمتسللين المأجورين ومثيري الفتن.. الخ ودائما كان على الدولة المقهورة انهاء كل حالات المقاطعة مع هذه الدولة العزيزة والتي من اشهر نماذجها دولة العدو اليهودي وفيتنام الجنوبية (قبل تحريرها) وكوريا الجنوبية وتايوان وتايلند.. الخ.
ولم تقتصر الدولة المقهورة على نماذج العالم الثالث فقد تم تقسيم المانيا وفرنسا كما اصطنعت دول عازلة مثل بلجيكا والاتحاد السويسري وكان السويسريون قد عوقبوا بشكل كانتوني مدني... اما فرض واملاء الشروط السياسية فكان يتم في مناخات متفاوتة من تحويل الجلسات الى مناقشات لمسألة البعوض مثلا كما حدث مع السودان بعد افول الثورة المهدية, وكما حدث في مفاوضات معاصرة مع دولة عربية.. الى طريقة كيسنجر مع السادات والتي تناولها هيكل تحت عنواني السوق والخيمة والخنجر حيث يهز الشيخ رأسه ثم يوافق دليلا على الكرم العربي!! وبوسعي ان اضيف ملاحظة جديدة مشتقة من اوهام بيكون الاربعة وتحديدا من وهم السوق ومن الواضح ان كيسنجر سبق واطلع على هذه الاوهام حتى لو لم يشر لها ففي وهم السوق تضيع المسافة بين الارباح والخسائر.