الحمد لله الذي جعل الصدق صفه في المؤمنين المخلصين وجعل الكذب صفه للمنافقين الغاوين اما بعد لقد ظهر في زماننا هذا وانتشر الا وهو الكذب يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلي الله عليهوسلم قال ان الصدق يهدي الي البر وان البر يهدي الي الجنه وان الرجل ليصدق ويتحري الصدق حتي يكتب عند الله صديقا وان الكذب يهدي الي الفجور وان الفجور يهدي الي النار وان الرجل ليكذب ويتحري الكذب حتي يكتب عند الله كذابا صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم فالصدق في الأقوال: استواء اللسان على الأقوال، كاستواء السنبلة على ساقها، والصدق في الأعمال، استواء الأفعال على الأمر والمتابعة كاستواء الرأس على الجسد والصدق في الأحوال، استواء أعمال القلب والجوارح على الإخلاص، واستفراغ الوسع، وبذل الطاقة، فبذلك يكون العبد من الذين جاءوا بالصدق، وبحسب كمال هذه الأمور فيه وقيامها به تكون صديقيته ولذلك كان لأبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه ذروة سنام الصديقية، سمي الصديق على الإطلاق والصديق أبلغ من الصدوق والصدوق أبلغ من الصادق.
فأعلى مراتب الصدق: مرتبة الصديقية، وهي كمال الانقياد للرسول مع كمال الإخلاص للمرسل.
وقد أمر الله تعالى رسوله أن يسأله أن يجعل مدخله ومخرجه على الصدق فقال
وقل ربي ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا
خطب الحجاج بن يوسف يومًا، فأطال الخطبة، فقال أحد الحاضرين: الصلاة فإن الوقت لا ينتظرك، والرب لا يعذرك، فأمر بحبسه فأتاه قومه وزعموا أن الرجل مجنون فقال الحجاج: إن أقر بالجنون خلصته من سجنه، فقال الرجل: لا يسوغ لي أن أجحد نعمة الله التي أنعم بها عليَّ وأثبت لنفسي صفة الجنون التي نزهني الله عنها فلما رأى الحجاج صدقه خلى سبيله
الكذب آفة سيئة من آفات اللسان، ومرض نفسي إذا لم يسارع صاحبه بالعلاج أودى به إلى النار وبئس القرار.
وإذا كان الصدق شعار المؤمنين فإن الكذب من علامات المنافقين يقول تعالي
إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ
أخي الكريم: إن من المخالفة الواضحة والشائعة في مجتمعنا استعمال الكذب في القول والفعل، وفي البيع والشراء، وفي العهود والمواعيد.. وتساهل الناس بأمر الكذب حتى نشأ عليه الصغار وأصبح لا يتورع عنه الكبار
والكاذب مهما حاول تغطية نفسه فلا بد أن يكشفه الله إن عاجلاً أو آجلاً، والكاذب يخزيه ذنبه، فلا يستغرب إذا عدم الرفيق واستوحش منه القريب
من اثار الكذب السيئه
وقوع المرء في خصلة من خصال المنافقين:
يقول عليه الصلاة والسلام: «أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها، إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر متفق عليه».
والمنافقون كما علم في الدرك الأسفل من النار، وكلمة النفاق كلمة ثقيلة على النفوس، وإذا كان الأمر كذلك فلماذا التمادي في الكذب، وهو يجر إلى هذه المنزلة القبيحة؟!
ثالثا
انعدام الثقة بين الناس:
إن الكذب حينما يسري في المجتمع تنعدم الثقة بين المسلمين، وتنقطع أواصر المحبة بينهم، ويكون ذلك سببًا لتقليص فرص الخير، وربما كان مانعًا لوصول الخير لمن يستحقه
ولا تحقرن من الكذب شيئًا ولا تقولن هذا كذب لا يضر أحدًا، أو هذا طفل صغير وسأكذب عليه ولا عليَّ في ذلك، فقد رأى رسول الله امرأة تنادي طفلاً لها تقول تعالى: أعطك فقال لها رسول الله : «وماذا ستعطيه؟» قالت: سأعطيه كذا، فقال عليه الصلاة والسلام:
«أما إنك لو لم تعطه لكتبت عليك كذبة
كذلك لا تكذب ثم تقول: إنما قصدت بذلك المزاح، فالرسول يقول: «أنا زعيم ببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا» رواه البيهقي بإسناد حسن
ولتعلم أنه قد رخص لك في الكذب في أمور معينة منها في الحرب والإصلاح بين الناس وحديث الرجل وامرأته وحديث المرأة زوجها
وللحديث بقيه
نسأل الله العفو والعافيه وسلام الله عليكم ورحمة وبركاته