الحب الحقيقي يتأرجح دائما بين التوقد في المشاعر والتوهج في الأحاسيس.. وبين الانطفاء في الارتواء والتراجع عند اللقاء. هذا هو الحب بكل نجاحاته وانكسارته.. مثله مثل أي شيء في الحياة لا يستقر علي حال ولا يبقي علي وضع واحد مدة العشرة بين اثنين مهما طالت بهما السنون والأيام وأيضا مهما فرقت بينهما المسافات. ولذلك حينما تنتابك لحظة انطفاء جذوة الحب نخاف نرتعب من أن يكون الحب الذي بيننا وبين من نحب قد فتر ومات ولكن أبدا إنه فقط في حالة تكاسل أو تراخ أو حتي غفوة بسيطة يصحو بعدها أكثر عنفا وأشد نشاطا.
هذا الحب الحقيقي.. أما الحب المزيف.. الحب المبني علي المصلحة فإنه يوهم الكل بأنه متوهج علي الدوام حتي ينجح مدعي الحب في نيل غرضه من الحبيب الغارق حتي اذنيه في العشق المزيف من الآخر.. وبعد أن ينتهي هذا الغرض كأن تكون مصلحة ما أومال يستولي عليه بحجج واهية كاذبة ويكون كل تفكيره وقتها فقط أن يوهم من يحبه أنه لولا هذا العارض المادي الخطير الذي يعترض حياته لكان أغرقه أكثر وأكثر في حب ليس له مثيل ولم ولن يري مثله بتاتا.. وبعد كل هذه الألاعيب نجد هذا الحب المزيف والمبني علي الأغراض الدنيئة يتلاشي تماما ويبهت حتي يضمحل نهائيا.
هذا هو الحب الحقيقي وتعريفه والآن نأتي إلي شق آخر.. هل نعرف جميعا أن نصف الحب؟ أعتقد لا.. لأن الحب شيء هلامي لا نستطيع الاستغناء عنه ولا أن نعيش دونه ولكننا في الوقت نفسه لا نستطيع وصفه لانه تماما مثل الهواء.. هل يستطيع أي كائن حتي أن يعيش دون هواء؟! ولكن ما شكل الهواء وما لونه وما وزنه وما طوله وما عرضه.. إنه ليس له لون ولا طعم ولا رائحة ولكننا لا نستطيع أن نعيش دونه ومن غيره يكون الفناء والموت.. وأيضا الحب ليس له لون ولا طعم ولا طول ولا عرض ولكننا نستشعره ولا تكون الحياة.. حياة بدونه!! إنه اكسيرها ونبضها والدفاع الأقوي للتمسك بها.
إنه يحوطك من كل جهة وتشعر به بين ثناياك ولكنك لا تستطيع ان تمسك به ولا تتأمله.. فقط تشتاق إليه إذا غاب عن حياتك وتشعر وقتها ان حياتك خاوية فارغة تافهة ليس لها معني علي الاطلاق.
لابد ان تكون دائما في حالة حب متوقد حتي لو لم تكن تلتقي بمن تحبه.. يكفيك ان تشعر بالحب نحوه ويكفيك ان تحس أنه يتنفس مثلك الهواء الذي تستنشقه.. ربما يكون الهواء الخارج من بين صدره هو هذا الهواء الذي يدخل رئتيك أنت.. وإذا لم يكن ذلك فعلا تخيل أنت ذلك وقل لنفسك يا إلهي أنني أشم عبيره واستنشق هواءه وصورته تملؤني وخياله يضمني.. إنني أشعر بذراعيه تعتصرني.
هذا الحب الحقيقي حب أثيري بعيد تماما عن الحب المادي.. الحب اللمسي اللحظي.. لأن الحب الأثيري يعيش دائما في صحوك وفي نومك ويلازمك حتي في أشد لحظات خصوصياتك.
والآن يا أحبائي وأصدقائي الذين أحبهم حبا يفوق الوصف عرفتم معي أن الحب دائما معنا حتي ولو نحن بعيدون عنه؟!!
فنعم الحياه التى مزاجها الحب
ونعم الحب الذى مستقره الزواج
ونعم الزواج الذى اساسه الحب
فالحب هو الحياة السعيده
فالحب هو الحياة السعيده
***حبيت واتحبيت ***ومحصلش نصيب***