رؤوف عضو مميز
موبايل : 055 عدد المساهمات : 109 نقاط : 191 العمر : 39 بلد الاقامة : السعودية
| موضوع: جيل لن يتكرر 16/02/10, 08:18 am | |
| اجيل لن يتكررأتى شابّان إلى الخليفةعمر بنالخطاب رضي الله عنهوكان في المجلس وهما يقودانرجلاً من البادية فأوقفوه أمامه قال عمر: ما هذا قالوا : يا أميرالمؤمنين ، هذا قتل أبانا قال: أقتلت أباهم ؟ قال: نعم قتلته ! قال : كيف قتلتَه ؟ قال : دخل بجمله فيأرضي ، فزجرته ، فلم ينزجر، فأرسلتعليه حجراً ، وقع على رأسه فمات... قال عمر : القصاص ... الإعدام .. قرار لم يكتب ...وحكم سديد لا يحتاج مناقشة ، لم يسألعمر عن أسرة هذا الرجل ، هل هومن قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرةقوية ؟ ما مركزه في المجتمع ؟كل هذا لا يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لا يحابي أحداً في دينالله ، ولا يجامل أحدا ًعلى حسابشرع الله ، ولو كان ابنه القاتل ،لاقتص منه .. قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذيقامت به السماوات والأرض أنتتركني ليلة ، لأذهب إلى زوجتيوأطفالي في البادية ،فأُخبِرُهم بأنك سوف تقتلني ، ثم أعودإليك ، والله ليس لهم عائل إلاالله ثم أنا قال عمر : من يكفلك أن تذهب إلى البادية ،ثم تعود إليَّ؟ فسكت الناس جميعا ً،إنهم لا يعرفون اسمه ، ولا خيمته، ولا داره ولا قبيلته ولامنزله ، فكيف يكفلونه ، وهيكفالة ليست على عشرة دنانير، ولاعلى أرض ، ولا على ناقة ، إنهاكفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف ... ومن يعترض على عمر فيتطبيق شرع الله ؟ ومن يشفع عنده؟ومن يمكن أن يُفكر في وساطة لديه؟ فسكت الصحابة ، وعمر مُتأثر ،لأنه وقع في حيرة ، هل يُقدمفيقتل هذا الرجل ، وأطفالهيموتون جوعاً هناك أو يتركهفيذهب بلا كفالة ، فيضيع دم المقتول ، وسكتالناس ، ونكّس عمر رأسه ، والتفت إلىالشابين : أتعفوان عنه ؟ قالا : لا ، من قتلأبانا لا بد أن يُقتل يا أميرالمؤمنين.. قال عمر : من يكفل هذاأيها الناس ؟!! فقام أبو ذر الغفاريّبشيبته وزهده ، وصدقه ،وقال: يا أمير المؤمنين ، أناأكفله قال عمر : هو قَتْل ،قال : ولو كان قاتلا! قال: أتعرفه ؟ قال: ما أعرفه ، قال :كيف تكفله ؟ قال: رأيت فيه سِماتالمؤمنين ، فعلمت أنه لا يكذب ،وسيأتي إن شاءالله قال عمر : يا أبا ذرّ ،أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك! قال: الله المستعان ياأمير المؤمنين ... فذهب الرجل ، وأعطاهعمر ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيهانفسه، ويُودع أطفاله وأهله ، وينظرفي أمرهم بعده ،ثم يأتي ، ليقتصمنه لأنه قتل .... وبعد ثلاث ليالٍ لم ينسعمر الموعد ، يَعُدّ الأيامعداً ، وفي العصرنادى فيالمدينة : الصلاة جامعة ، فجاءالشابان ، واجتمع الناس ، وأتى أبوذر وجلس أمام عمر ، قالعمر: أين الرجل ؟ قال : ما أدرييا أمير المؤمنين! وتلفَّت أبو ذر إلىالشمس ، وكأنها تمر سريعة علىغير عادتها ، وسكتالصحابة واجمين ، عليهم من التأثر مالايعلمه إلا الله. صحيح أن أبا ذرّ يسكنفي قلب عمر ، وأنه يقطع له من جسمهإذا أراد لكن هذه شريعة ، لكنهذا منهج ، لكن هذه أحكام ربانية ،لا يلعب بها اللاعبون ولا تدخلفي الأدراج لتُناقشصلاحيتها ، ولا تنفذ في ظروف دون ظروفوعلى أناس دون أناس ، وفي مكان دونمكان... وقبل الغروب بلحظات ،وإذا بالرجل يأتي ، فكبّر عمر،وكبّر المسلمونمعه فقال عمر : أيها الرجلأما إنك لو بقيت في باديتك ، ماشعرنا بك وما عرفنا مكانك !! قال: يا أمير المؤمنين، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّمن الذي يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا يا أمير المؤمنين ، تركتأطفالي كفراخ الطير لا ماء ولاشجر في البادية ،وجئتُ لأُقتل.. وخشيت أن يقال لقد ذهبالوفاء بالعهد من الناس فسأل عمر بن الخطاب أبوذر لماذا ضمنته؟؟؟ فقال أبو ذر : خشيت أن يقال لقد ذهب الخيرمن الناس فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان؟ قالا وهما يبكيان : عفوناعنه يا أمير المؤمنين لصدقه.. وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس ! قال عمر : الله أكبر ،ودموعه تسيل على لحيته .... جزاكما الله خيراً أيهاالشابان على عفوكما ، وجزاك الله خيراً يا أباذرّ يوم فرّجت عن هذا الرجلكربته ، وجزاك الله خيراً أيهاالرجل لصدقك ووفائك .. ................ جزاك الله خيراً ياأمير المؤمنين لعدلك ورحمتك..... قال أحد المحدثين : والذي نفسي بيده ، لقددُفِنت سعادة الإيمان والإسلام في أكفان عمر!!. <table class="MsoNormalTable" style="margin-left: 10.5pt;" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"><tr style=""><td style="padding: 0cm;" valign="top"> </td></tr></table>
| | |
|