مجالس لوجه الله أم لوجه الناس؟...للشربينى الاقصرى .
جرت العادة فى صعيد مصر على إقامة صلح
بين العائلات المتنازعة لإنهاء الخصومات التى
غالباً ماتحدث بين العائلات لأقل الأسباب التى.
سرعان ما تتطور حتى تصل إلى مالاتحمد عقباه.
والصلح خيربين العائلات بل هو الخير العظيم.
وأى خير إنه الخير الذى ينشرالسلام بين الناس ويخلق
المحبة فى النفوس وبه يسود الأمن والأمان فى سائر البلاد.
ولكن هل يقام الصلح فى الصعيد من أجل الله ولوجه الله .
إن معظم مجالس الصلح فى الصعيد لايراد بها إلاالتفاخر
والتباهى بين الناس وبين الحكومة المتمثلة فى رجال الشرطة.
وإن معظم الذين يحضرون مجالس الصلح لاناقة
لهم فى هذا الصلح ولا جمل إنهم يؤدون واجباً
اجتماعياًأو أدبياً.
ومعظم الذين يحضرون ولائم هذا الصلح ليسوا فى حاجة إلى
هذه الموائد التى عليها مالذ وطاب .
إن مايصرف من أموال طائلة فى مجالس الصلح يراد بها رضا
الراعى قبل رضاالرعية ويجامل بها الحكام قبل مجاملة
المحكومين ويطلب بها رضا الناس قبل رضا الله (سبحانه وتعالى).
إن الذين يحضرون الصلح هم كبارالقوم وكبار رجال الدولة والوجهاء وذوى الجاه والسلطان وهم الذين يسبح بحمدهم فى المجالس وهم الذين تقدم لهم ما تشتهيه الأنفس وتسر به الأعين .
أما البسطاء فوجودهم (كحلية)وتكملةعدد وزحمة مكان للتكاثر والتفاخر.
وأما هؤلاء الفقراء والمساكين والمحتاجين فممنوع اقترابهم من هذه المجالس بل ربما تقيد حركتهم بقانون طوارىء العائلة وتفرض عليهم الإقامة الجبرية فى بيوتهم.
وغالباً فإن بعض الموتورين من الشباب من الجانبين لا وجود لهم فى هذه المجالس وهم أهل المظلمةوهم فيما بعدأهل الحل والعقد.
وأخيراً مارأى أولى الألباب قبل رأى رجال الدين :
أليس من العدل والانصاف إعطاء هذه الأموال للمكلومين من أهل العائلات فهم أولى بهامن هذا الإسراف والتبذيروالترف؟
ألاتوجد فى هذه العائلات وبين أهل البلادالتى تقام فيها
مجالس السرف والترف والبذخ من يستحقون هذه الأموال ؟
لأن كبار رجال الدولة وعلية القوم ليسوا فى حاجة حتى شربة ماء
فهم يعانون من كثرة الشبع .
أموال تصرف لوجه الله تحقق مالا تحققه مجالس الوجهاء.
هذا المقال أخص به جميع أهل الصعيد .
الشربينى الاقصرى .
الزينية بحرى .