اللوحة الأولى..(جذور).
الأقصرأو(طيبة)حاضرة الملك فى أزهى عصور مصر العريقة والعتيقة .
تستمد الأقصر جذورها من الكرنك حيث توجد بهامعابد الإله( آمون) ومن هذا المعبد وذاك الكرنك
يستمد الملوك شرعية الحكم .الكرنك تضم الآن أربعة عشر نجعا .إمتدادا طبيعيا لجذورثابتة فى باطن أرض التاريخ.
فى كل نجع من نجوع الكرنك توجدعائلات ذات جذور عريقة ولكل عائلة ديوان خاص بها تقام فيه الافراح والاتراح .
أما بيت جدى (حفنى أب عقيل التمساحى)فقد كان عائلة خاصة فهو الديوان وهو المقام وهو المأوى .وكان ديوانا متفردا فى افراحه واتراحه .
فزوجة جدى( حفنى أب عقيل التمساحى) وهى جدتى (طهرة أم عثمان )لم تكن من عائلة التماسيح..ولكنها تنتمى إلى عائلة عريقة ذات حسب ونسب .
وللنساء فى هذه العائلة(عائلة طهرة)سطوة وحظوة عند ازواجهن..فهن يتمتعن بالجمال والدلال كأنهن نساء (بنى مخزوم)أيام العرب اللائى اشتهرن بالجمال حتى قيل :إن (المخزوميات رياحين العرب) وهنا نقول :أن نساء عائلة (طهرة أم عثمان) رياحين الكرنك .
هكذا كانت(طهرة أم عثمان ) زوجة جدى (حفنى أب عقيل التمساحى ) كانت ذات جمال ودلال وحظوة عند زوجها وسطوة على نساء العائلة وكأنها (ريحانة)من رياحين بنى (مخزوم).
-2-
اللوحة الثانية(طقوس قديمة).
جلست (طهرة أم عثمان)ذات الوجه الابيض المكرمش الذى يشبه ورقة كرنب بيضاء مسلوقة .
جلست تنظف ذكرالبط بعدما ذبحه لها (محمود أب يوسف ) زوج ابنتها(كوثر أم حفنى ) ذات الوجه الابيض كوجه أمها والتى كان يقال لها عندما تتعرك مع بنات العائلة( ياأم وش أصفرزى الكركم). وكانت المناسبة مناسبة يوم (عاشوراء).
أخفت (طهرة) وبسرعة وجهها عندما دخلت(أنا ) البيت وكان دخولى على حين غفلة منها ومن ابنها عبد الواجد (ذو العين الواحدة )والذى كان جالسا على مقربة منها كحارس فرعونى من حراس الملوك .كان جالسافوق دكة كأنها من عصر كهنة (أمون)كاد طول العهد يبليها .
(طهرة أم عثمان)تخاف من الحسد وتحافظ على العادات والتقاليدصرخت فى وجه ابنها مش قلت لك ياود ياعبد الواجد اقفل الباب من( البسس)…ثم أردفت(قبر ياخدك)قعدت فى الخربان لا شغلة ولا مشغلة وتقصد بالخربان بيت جدى حفنى .
(طهرة أم عثمان) وبدهاء العواجيزومكرالنساء لا تقصد (البسس) ولا الكلاب ولكنها تقصدنى(أنا) وتخشانى أن أخبر افراد العائلة بأنها (ذبحت)ذكر بط والعائلة فى حالة حزن وعند الحزن يكره ذبح الطيور أو طبخ اللحوم اوحتى الاحتفال بالمناسبات بل ويكره الفرحة يوم العيد ويكره الاستحمام الا بعد الاربعين من وفاة الميت وكذلك تكره الزينة للمرأة او حلق الشعر والذقن بالنسبة للرجال ..
(طهرة أم عثمان) بدهاء العواجيزالكبار قالت :والنبى ياوليدى (ياشربينى)ذكر( البح) ده كان عيان وذبحناه خسارة كان حيموت وانا والنبى مرت جدك معنديش حيل
( للبح) وتنظيف (البح) ولا أكل( البح)أى البط .ثم أدركت انها نسيت سؤالا هاما فقالت : ايه عاملة أمك وخالتك وجدتك ومرت خالك .ذبحتوا حاجة انهاردة فى يوم عاشورا .
لم التفت اليها ولا لذكر( البح )ولا لاسئلتها الكثيرة ولكنى كنت مشغولا طول الوقت بعش( قمرية) فوق حاصل بيت( جدى حفنى ) لأنى محتاج لبيضة قمرية مسلوقة كى اعطيها لطفل فى العائلة فاقد للنطق وعلاجه فى أكل هذه البيضة.
والقمرية عندما تذبح على رأس المريض بالصداع يشفى فورا .
آه لو حصلت على القمرية وبيضها .أما (عبد الواجد أب حفنى )فكان مشغولا طول الوقت بقطعة (مراية) يتأمل فيها وجهه تارة وعينه تارة اخرى وجماله الفتان كما صورته له المراية وكما صوره له(كيوبيد) شيطان الحب اللئيم.
آلهة اليونان هبطت من على جبال ( الأوليمب ) ودخلت فى بيت (جدى حفنى)وصورت (طهرة)الحزينة وكأنها ( بنلوبى) الزوجة الوفية .أما (عبد الواجدأب حفنى) فقد تصور نفسه (نرجس)الفتى الجميل الذى وقع في غرام نفسه وساقه غرامه إلى الهلاك .
(عبد الواجد أب حفنى)مشط شعره وعوج عمامته وسوى جلبابه وأشعل سيجارته الرخيصة والتى كان يطلق عليها (سيجارة نكسة) نسبة إلى (نكسة عام 1967م).
(عبد الواجد أب حفنى) ناوى الذهاب عند (الطاحونة )حيث ملتقى العشق بالنظرات أو بما يسمى فى لغة أهل الريف (بصبصة).
حيث البنات الفاتنات والصبايا الملاح من كل نجوع الكرنك والقرى المجاورة لها .
هؤلاء البنات العذارى و العذريات أتين لطحن( الحب)والحبوب وغربلة الدلال عند (طاحونة نجع التماسيح)أو(طاحونة الشيخ موسى)كما أطلق عليها هذا الاسم ابن الكرنك الأديب الراحل (يحى الطاهر عبدالله).
-3-
اللوحة الثالثة
الموروث).
أحيانا عاطف كان يريد اللقاء بزوجته فتهرب منه لاعذار نسائية يعرفنها بنات حواء فيقول لها انت تعشقين غيرى أنت تحبين (ابن الجنية)وينهال عليها ضربا موجعا .فى لحظات هدوء(عاطف)تقترب منه زوجته تداعبه فيهرب منها فتقول له انت لا تحبنى يا عاطف. عاطف المحب لزوجته كان يريد اللقاء لكن دائما يكون اللقاء بينهما مبتورا كما ارادت لهما (بنت الجان) .
(فوزية الشريف) كسرت بقايا( المراية) والقت بها فى النارثم اخذت ابنها(عاطف) وهاجرت الى بلاد لا تعرف المرايا ولا تعرف الجان.
الشربينى الاقصرى .
مصر/الاقصر/الكرنك القديم .
نجع التماسيح.