يُحكى ان اثنين من الاصدقاء كانا يسيران ويتحدثان وبينما هما كذلك اذ اشار احدهما الي شئ اسود فوق قمة جبل.
قال لصديقه: هل ترى ذلك الغراب الذي فوق الجبل؟
اجابه صديقه: نعم لكنه ليس غرابا بل عنزه.
اخذا يتجادلان في كون الشئ الاسود غرابا ام عنزه، وبعد قليل طار ذلك الشئ من فوق الجبل فقال الصديق: ارايت الم اقل لك انه غراب...لو كان عنزه ماطارت!قال الاخر باصرار(عنزه..ولو طارت) وصار مثلا فى المعانده والتمسك بالراى الخطا .
هذا هو مايحدث الان فى مصر..فجميع الاطراف المتصارعة متمسكة بارائها حتى وان كانت على خطأ.وهذه سمة من سمات العرب وهى ان العربى يصر على رأيه اصرارا حتى الموت . وهذا ماسبب لنا الكوارث والنكبات والمحن فى المنطقة العربية .فجميع الحكام الذين حكموا البلاد العربية يتمسكون بارائهم ويصرون عليهاحتى وان كنت على خطأ وهى فى معظمها على خطأ. وليست هى اخطاء بسيطة انما هى اخطاء تسببت فى نكبات مازلنا نعانى منها(فى مصر) منذ عقود وسنظل نعانى منها ايضا الى ماشاء الله ..وكفى ان نتذكرمنها هزيمة 1967م وتدمير مصر تدميرا شاملا فى شتى نواحى الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ... ولكن عبد الناصر..اصر على انها (عنزة )ولو طارت ..واتفاقية (كامب ديفيد )دون الرجوع الى الشعب المصرى وبنودها التى حولت سيناء الان الى مستنقع يحمل كل امراض الارهاب والخوف الذى يهدد امن مصر..وسياسة الانفتاح او (الانبطاح)كما اطلق عليها الشعب المصرى هذا الوصف التى حولت مصر الى سوق لكل افات الغرب ونفاياته حتى انه كاد ان يجامل البعض ويدفن النفايات الذرية فى الصحراء المصرية لولا العناية الالهية.. ولكنها ايضا (عنز)السادات ولو طارت .اما عن مبارك فحدث ولا حرج فما اكثر اصراره على (العنز)حتى ولو طارت.فدخولنا حرب الخليج الاولى بقوات مصرية وكانت هى فى المقدمة عند تحرير الكويت وفى النهاية خرجنا من هذه الحرب لاناقة لنا فيها ولا جمل ناهيك عن تبجح الكويتيين ومشاكلهم مع الطلبة المصريين فى قلب القاهرة بينما كانت تقام لهم امسية ثقافية فى جامعة القاهرة للوقوف معهم ادبيا نراهم يسخرون من الشعب المصرى مرددين عبارة
هذا كله بأموالنا ).واموالهم ذهبت لجميع الشركات الاجنبية لتعمير بلادهم بعد الحرب ونحن خرجنا من المولد بلا حمص اللهم بعض العمالة المصرية البسيطة والتى للاسف الشديد تعامل كأقل عمالة فى العالم ماديا وادبيا ولكنها فى ذهن حاكمنا مبارك (عنزة )ولو طارت .وقطيعة ايران وتخويفنا من (عفريت)الشيعة وكل هذا من اجل امن الخليج وها هو الخليج يحاول تجويعنا وتركيعنا كما صدر مؤخرا فى الصحف الاماراتية منسوبا الى (ضاحى خلفان )وكتبنا عن ذلك فى حينه .هذا بالاضافة الى ما حدث فى الداخل من تدمير للبنية التحتية فى مصر بداية من الصفقات الزراعية المسرطنة فى عصر( يوسف والى) الى تدهور الصحة والتعليم ولكنها فى نهاية المطاف (عنزة )الحاكم و(عنزة) المسؤلين فى مصر حتى وان طارت .السادة الافاضل فى مصر :
اما ان الاوان كى تتراجع الحكومة فى بعض ارائها او تتراجع القوى المعارضة ويقرون انها ليست (عنزة)ولكنه طائر كى تطير البلد الى افاق التقدم والرخاء .
محمداحمدخليل
الشربينى الاقصرى
مصر /الاقصر