يارسول الله...لماذا أحبك؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيرا .. فحب رسول الله هو الحب الحقيقى وهو إن صدق صاحبه اصبح بمتلك بإذن الله جواز المرور الى جنة عرضها السموات والارض ، إن حب رسول الله امر لازم من امور العقيدة ، فالايمان لا يكتمل ابدا للمسلم مهما فعل الا باستيلاء حب رسول الله صلى الله عليه وسلم على قلبه وجوانحه وجوارحه ليكون هو الحب كله بعد الله تبارك وتعالى ، وقد روى فى حديث له صلى الله عليه وسلم فى حوار مع الفاروق عمر مفاده أن عمر رضى الله عنه قال لرسول الله انت احب الى من أى شىء الا من نفسى فقال له النبى الكريم صلوات ربى وسلامه عليه لا يا عمر لن تؤمن حتى أكون أحبك اليك من نفسك التى بين جنبيك ، فأقر عمر الفاروق رضى الله عنه بأنه يحب النبى اكثر من نفسه التى بين جنبيه أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
وحب رسول الله هو التأسى به واتباعه واقامة الدين على النهج الذى أمر به صلى الله عليه وسلم واتباع تعاليم الدين الاسلامى الحنيف تبعا للكتاب والسنة ، وليس الاتباع هو أن يكون الامر مجرد كلمات تخرج من اللسان ليس لها على ارض الواقع أى دلائل ملموسة ، فالاسلام دين وعمل وقول باللسان وعمل بالجوارح ، وليس من خلال اقامة الموالد وافتراش الموائد والتمايل على دقات الطبول ونغمات المزامير وأكل اللحم والشحم وشرب الشاى والاستمتاع بنغمات الناى ، والقاء الخطب الجوفاء بينما الملسمون يعيشون أسوأ عصورهم وأردى أزمانهم وهم كالقطعان المتفرقة فى شعاب مظلمة غامضة يترقبون نزول طامة مهلكة حارقة ، لا ينتبهون الى ما يدور حولهم ولا ما يحاك لهم ، وأصبح مثلهم كالتى نقضت غزلها بعد أن نسجته وحسنته ، قامت فخربته ومزقته ، كل يوم هم فى شأن وكل ساعة هم فى مطلب أصبح لا يعجبهم العجب ولا الصيام فى رجب ، يخرجون كل يوم يضربون بعضهم بعضا ويتطالون على بعضهم بعضا ، يزمون كما تزوم الحمير الوحشية فى البر ارى لا يعبأون بعدو يتربص بهم ولا بماكر يدفعهم لتخريب ديارهم ، كل همهم المال ولا يهمهم من أين يأتى أمن حلال أم حرام .. أم على جثث اخوانهم الموتى برصاص الخونة عملاء الاعداء المندسين فى الزحام ، لهم قلوب كالحجارة أو أشد قسوة ، يرتعون فى جسد المجتمع كما يرتع الدود فى الرمم ، خربت ضمائرهم وتلاشت من صدورهم الذمم ، يخدمون العدو بعلم أو بغير علم ، وصدق فيهم قول الحق تبارك وتعالى : ( واذا اردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا) .
نحتفل بك يا رسول الله فى نفوسنا نملئها بالفرحة والشكر لله الرحمن الرحيم على أن من على هذا العالم بقدومك الشريف اليه لتكون رحمة للمسلمين وغير المسلمين وكافة للعالمين .. لما لا نحتفل بك يا رسول الله وأنت الذى احتفلت بمولدك السموات والأرض وأنارت النجوم والكواكب فى افلاكها اضعاف اضعاف انوارها واخضرت الارض التى لم تخضر طيلة عمرها ، وسبحت الطيور فى أعشاشها ، وسبحت الحيتان فى بحورها ، وانهار أواوين كسرى وخبت الى غير رجعة نيرانها ، وغاضت بحيرة ساوة ونضبت مياهها ، وتهاوت أصنام الشرك من أصدائها .. نحتفل ونفرح ونسر ونبتهج ، بحب الوطن وحب الخير ونسعى للم الشمول الذى تفرق ، ونصل الرحم الذى تقطع ، ونصلى ونركع ونبتهل ونتبتل ونزكى ونتصدق كى يرفع الله عنا الغمة ويزيل عن سماء البلاد الفتنة ويجتز من أرضها جذور أهل الفتنة والشقاق والرياء والعمالة والنفاق انه قوى شديد البطش منتقم جبار .