لماذا لم يؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّ على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي
الذي ملأت قلبه بنور جلالك وملأت عينه بنور جــمالك وملأت
سمعه بلذيذ خطابك وعلى آله وصحبه وسلم تسليمـــاً كـثيــراً بقدر
عظمة ذاتك في كل وقـــت وحيــــن .
أخي الغالي محمد جابر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دائما متألقاً وكل موضوعاتك جديدة وتستنفر القريحة وتحفز العقل
للتفكير ، أعتقد أنَّ الحبيب صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم لم
يؤذِّنْ للصلاة لأسباب :
أولها : أنه إنْ أذَّنَ فمن الذي يتجرأ ويؤذن بعده فقد أُقْفِلَ باب الآذان
بأذانه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .
ثانيها : بأذان المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم لاهتزت
السماوات والأرض فمن أجمل منه صوتاً ومن غيره أندى وأحلى وأعذب
من صوته فهو أجملهم وأنداهم وأحلاهم على الإطلاق ، فقد جمَّله ربه وأحسن
خَلْقَه وخُلُقَه " وإنك لعلى خلق عظيم " .
ثالثها : أنه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم هو المشَرِع فالأذان سنة تقريرية
أقرها بعد رؤية الصحابي وقال فيما صحَ عنه : " علموها بلال فإنه أندى
منكم صوتاً " فلم يقل أندى منا صوتاً فأخرَجَ نفسه لأنه أندى صوتاً
من بلال رضي الله عنه ومن مزامير داوود ومن أي مخلوق كان في الملك
والملكوت .
رابعها : وأعتقد أنَّه لم يؤذن ـ كما أنه لم يفسر القرآن ـ فلئن فسر القرآن فقد أصبح
القرآن لايفسره أحد بعده " إن هو إلا وحي يوحى " فسنته كل قول أو فعل
أو تقرير أتى به الحبيب صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فهو سنة لا يحيد
عنها أحد من الأمة ؛ ومن ثَمَ إنْ أذّنْ فلا أحد يؤذن بعده . والله أعلى وأعلم .