إذا كان التسلل غير مباح في كرة القدم ويعتبر خطئاً فأعتقد أنه متاح جداً عندما نتسلل إلى خارج كرة القدم وإلى خارج إطار المستطيل الأخضر قليلاً خاصة لو كان الحال مثل ما هو عليه الأن في مصرنا الحبيبة والوطن العربي.
فلقد توقفت بنا الساعة يوم الثلاثاء 25 يناير ومات الماضي بكل مره وفساده وعادت الساعة بعد ذلك لتدور بكل حرية وطلاقة محتفلة بالجيل الجديد من المصريين الذي رفع الرؤوس وأعاد الحرية للشعب المناضل.
هذا الشعب العظيم الذي صمد أمام فرنسا وبريطانيا في العدوان الثلاثي 1956 بالحجارة وقنابل المولوتوف والأسلحة البدائية وهزم أحد أقوى جيوش العالم في 1973 ظن الجميع أنه قد مات مقتولاً بالفساد الدامي الذي أكل الأخضر واليابس وحتى أرواح أبناءه، إلا أن الجيل الجديد منه قد استطاع أن يشكل فريقاً جديداً في منتهى القوة يمتلك عظمة أجداده وكبريائهم مدعم بأسلحة تكنولوجية وفكرية جديدة.
فريق 25 يناير توافرت فيه كل عوامل الفريق الناجح حيث أن قوامه الأساسي من الشباب بالإضافة إلى تدعيم ببعض عناصر الخبرة المحنّكة، فهذا الفريق عرف كيف ينهي المباراة الصعبة لصالحه بسياسة النفس الطويل وبدون أن يكون له قائد أو مدرب فأهم ما يميز هذا الفريق هو أن "كل واحد فيهم هو أهم واحد".
فريق جديد استطاع أن يهزم الفريق الأقوى الذي سيطرت عليه المصالح وقاده المنافقين وتغلب على فريق أخر هو فريق الظلم والفساد، وسحق فريق أخطر وأكثر إجرامية وهو فريق القتل والأسلحة المحرمة دولياً، فريق شاب أبهر العالم وسطر تاريخاً جديداً لأبناء النيل الأحرار الذين عرفهم التاريخ بالأبطال دائماً.
وفي الحقيقة لا أرى أي داعي لأن يكون اهتمامنا بالأهلي والزمالك في الفترة المقبلة أكبر من اهتمامنا وتشجيعنا لهذا الفريق الواعد، فإن كنا نساند الأهلي والزمالك من أجل إفراز منتخب قوي يصل بنا لكأس العالم فإنه الأن بإمكاننا أن نساند فريق أخر بجانب الأهلي والزمالك يستطيع أن يعيد لنا الأمجاد الغائبة منذ 7000 سنة عندما كانت أم الدنيا تنير العالم حضارةً وثقافةً وفكراً واقتصاداً وزراعة وصناعة.
هذه دعوة لكل مشجعي كرة القدم الذين أنتمى إليهم بأن يجعلوا فريق 25 يناير هو فريقهم الأول ويأتي بعده الأهلي أو الزمالك أو حتى منتخب مصر، لأننا سنخسر كثيراً إذا فقدنا هذا الفريق الرائع خاصة بعد انضمام عناصر الخبرة وعودة الطيور المهاجرة من كل دول العالم لمساعدته بالعلم والفكر والتمويل أمثال العالم المصري د.أحمد زويل و د.فاروق الباز صاحب المشروع العظيم لتعمير الصحراء، وغيرهم ممن قرروا العودة لإحياء الحضارة على ضفاف النيل.
ودعوة أخرى إلى كل رجال الأعمال المصريين الذين يستثمرون خارج مصر بأن يعودوا لوطنهم للمساهمة في البناء والانضمام إلى فريق 25 يناير، دعوة إلى محمد الفايد وعاصم علام وغيرهم من المستثمرين المصريين في أوروبا وأمريكا ساعدوا هذا الفريق حتى يصل للعالمية فهو يستحق منكم ذلك.
دعوة لكل المفكرين والعلماء والمثقفين ودعوة لكل الشباب بأن يلعبوا بنفس أسلوب هذا الفريق حتى تعود مصر لمنصات التتويج في كل المجالات سواء الاقتصادية او الصناعية او حتى الرياضية، الدعوة عامة وعلى الجميع أن ينضم لهذا الفريق ويساهم في بناءه وتشجيعه قبل التفكير في تشجيع أي فريق أخر حتى لو كان الأهلي أو الزمالك.