أوصافه الشريفة
وكان صلى الله عليه وسلم خلقه القران أوتى محاسن الأخلاق الباطنية والظاهرية ،
وأثنى عليه الله فقال ( وإنك لعلى خلق عظيم ) فاكرم بخلق مدحه الله .
وكان أحلم الناس و أشجعهم منحة إلهيه وأعدلهم وأعفهم لا برياضة بل بما حباه مولاه .
لا يبيت عنده دينار ولا درهم إلى العشية ، بل من وجده فقيرا أو محتاجا أنفقه عليه وواساه .
وإن فضل عنده شىء من الفضول الدنيوية
، لم يأو إلى منزله إلا إذا وجد فقيرا واعطاه .
لا ياخذ سوى قوت عامه من تمرأوشعير مما يرزقه به رب البرية
ثم يضع سائر ما ياتيه فى سبيل ربه ولا يسأل شيئا ألا أعطاه .
ثم يرجع إلى قوت عامه فيؤثر منه على نفسه الشريفة العلية ،
فأكرم به من نبى فاق العالمين بما جمله به الله واجتباه .
يخدم نفسه ويرقع ثوبه ويحلب شاته بنفس مطمئنة علية ،
ويقم البيت ويعقل البعير ويأكل مع الخادم ولا ياباه .
يحمل بضاعته من السوق ومع ذلك كان له العبيد والاماء العددية ،
وكان من خلقه أنه لا ينهر خادما بل يرضى بما قدره الله .
وركب على حمار مخطوم بحبل من ليف وعليه إكاف من ليف تواضعا لرب البرية ،
وإذا قدم من سفر استقبله الصبيان فيركبهم معه عليه صلوات الله .
وكان يخدم فى مهنة أهله ويقطع اللحم معهن بنفس مرضية ،
وكان أشد الناس حياء لا يثبت بصره فى وجه أحد رآه .
يجيب دعوة العبد والحر ويقبل الهدية ،
ولو كانت جرعة لبن أو فخذ أرنب جبرا لخاطر من أهداه .
ويكافىء عليها ولا ياكل صدقة أحد تنزيها لرتبته العلية ،
ولا يستكبر عن إجابة الأمة والمسكين ولا يغضب لنفسه بل يغضب لله .
وينفذ الحق ولو عاد عليه او على أصحابه بالضرر ويبذل همته الجهدية ،
لا تأخذه لومة لائم فى الحق ولا يخشى فى ذلك أحدا سوى الله .
وكان يأكل مما حضر ولا يرد ما وجد ولا يتورع عن حلال ليس فيه شبهة دينيه ،
فيقنع بالتمر دون الخبز أو خبز الشعير وحده أو البر أكله وحمدالله .
وإن وجد شواء أو حلوا أو عسلا أو لبنا دون خبز أكل بآداب ذوقية ،
وإن وجد بطيخا أو رطبا أكل منه وما أباه .
ولا ياكل متكئا ولا على خوان ولم يشبع من خبز بر ثلاثة أيام ونفسه قانعة عرشية ،
وذلك كان إيثارا لا فقرا ولا بخلا بما من عليع مولاه .
بجيب الوليمة ويعود المرضى ويشهد الجنائز ويمشى بلا حارس لأن الله قد عصمه من كل أذية ،
أشد الناس تواضعا وأسكنهم فى غير كبر وقد كمل الله صورته ومعناه
وأبلغهم من غير تطويل وأحسنهم بشرا لا يهوله شىء من الأمور الدنيوية ،
ويلبس صلى الله عليه وسلم ما وجد من المباح مما رزقه الله .
فمره شملة ومره جبة صوف ومره برد حبرة يمانية وخاتمه فضة يجعل فصه مما يلى كفه يلبسه فى يمينه ويسراه . يردف خلفه عبده أو غيره يركب ما أمكنه لا يلتفت إلى الزينه الدنيوية ،
يركب الفرس والبعير والحمار والبغلة راضيا بما يسره الله .
ومره يمشى راجلا ونفسه راضية مرضية ، بلا رداء ولا عمامة ولا قلنسوة قد غشيه من الجلال ما غشاه .
يعود المرضى فى اقصى المدينة ليعلمنا التواضع لرب البرية ،
يجالس الفقراء ويؤاكل المساكين ويرفق بهم تواضعا لله .
يضحك من غير قهقهة فيظهر النور من ثناياه اللؤلؤية ،
يرى اللعب المباح فلا ينكره ولا يضيق على من رآه .
يسابق أهله كرم نفس وترفع الأصوات عليه فيصبر ولا يغضب من كرم الاخلاق والسجية ،
وله عبيد وإماء لا يرتفع عليهم فى مأكل ولا مشرب تواضعا لله ،
ولا يمضى عليه وقت فى غير عمل لله أو فيما لابد منه من صلاح نفسه المكملة الزكية ،
يخرج إلى بساتين أصحابه ولا يحتقر مسكينا ولا يهاب ملكا ولا يخشاه
يدعو كل أحد إلى الله دعاء مستويا بغير تفريق لأغراض نفسانية