معجزة من معجزات النبي عليه الصلاة والسلام قلَّ مَن يعلمها
و من ذلك تحدّي اليهود في تمني الموت مرّتين ،
فقال : ( قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاء لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ . وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ) الجمعة : 6-7
و وجهُ الدلالة أنه طلب من اليهود أن يتمنوا الموت ، ثم أخبر أنهم لن يتمونه أبداً ، فما تمنّا أحد منهم مع حرصهم على تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم ومُعارضتِهم له و كيدهم له ، فقام ذلك دليللاً صادقاً على نبوته ومعجزة عظيمة .
قال شيخ الإسلام : فأخبر عن اليهود أنهم لن يتمنوا الموت أبداً و كان كما أخبر ، فلا يتمنى اليهود الموت أبداً ، وهذا دليل من وجهين :
من جهة إخباره بأن لا يكون أبداً.
ومن جهة صرْفِ الله لدواعي اليهود عن تمني الموت مع أنَّ ذلك مقدور لهم .
وهذا من أعجب الأمور الخارقة للعادة ،
وهم مع حرصهم على تكذيبه لم تنبعث دواعيهم لإظهار تكذيبه بإظهار تمني الموت . اهـ
( من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم )
للشيخ : عبد العزيز المُحمد السلمان
رحمه الله تعالى
ص 84