كان في الجزيرة العربية رجل يدعى "محمد",يعيش مع قبيلة تسمى قريش,وكانت تلك القبيلة تعرف هذا الرجل جداَ حتى كان له لقب لُقّب به ألا وهو "الصادق الأمين".
كان صادق القول والعمل مع أي كان من أهله وأبناء عشيرته,وحتى مع الآخرين من أبناء القبائل الأخرى,ومع التجار أيضاَ لأنه كان يعرف التجارة ,فأحبه التجار من صدقه وأمانته,فاختارته سيدة من قريش ليسافر بتجارتها,بعد أن سمعت عنه,فعاد لها بالربح الجزيل مع كامل الأمانة والصدق،مما أبهر تللك السيدة النبيلة فأحبته وأعجبت به رغم أنه أصغر منها سنّاً,لكنها آثرته على كثير من الرجال, ولم يسكن لها بال حتى تزوجت به,وخدمته بكل ما تملك لأنها عرفت قدره.
كان يمرّ بالصغار فيسلّم عليهم.ويمرّ بالنساء فيلوح لهن بيده.كان يتواضع للصغير,ويعرف حق الكبير,فيُنزل الناس منازلهم.كان يتعامل مع الإنسان كإنسان لأنه هو أيضا إنسان.
كان يطعم قومه قبل أن يأكل,وينام بعد أن يناموا,ويستيقظ قبل أن يستيقظوا.كان له خادم يخدمه,ولكن الخادم نفسه لم يشعر أنه خادم لأن سيّده لم يقل له يوما لِم فعلت كذا أو لِم لَم تفعل كذا.
أصبح سيّد قومه بحبه لهم وفضله عليهم,كانوا يفضّلونه عليهم,ويعظّمونه أشد تعظيم,حتى إذا فعل فعلا يماثل فعلهم سألوه:أأنت تفعل ذلك؟,فيجيب الإنسان المتواضع :ألستُ بشراً مثلكم؟.
كان يسوّي صفوف الجيش بعود يسمى السواك,وهو عود ليّن وخفيف,لا يوجع صغيراً,فكيف يوجع جندي؟,حتى أتى على جندي فضربه بذلك العود ليستقيم في الصف,فصرخ الرجل قائلاً:أوجعتني.فقال الإنسان العارف للحق:تعال واقتصّ منّي.حتى أنه كشف عن صدره وقال اضربني كما ضربتك,فما كان من ذلك الجندي أن احتضنه وقبّله .فسأله لِم فعلت ذلك؟فأجابه أن الحال حرب وربما يموت ,فأحِبٌّ أن يكون آخر ما في دنياي ضمّة الى صدرك.
نعم,ذلك الرجل هو الرسول محمد,الرسول الإنسان,هو بشر وليس كالبشر,ورحم الله الشاعر القائل:
ماذا يقول القائلون بمدحه من بعد ما صلّى الإله عليه