حينما توقد شمعة , يتراقص لهبها بتدرجات الأحمر الجميل , فيضيء المكان ,فتحاول أن تحافظ على لهبها من الإنطفاء فتبعدها عن الرياح والماء … لأن في نورها فائدة لموقدها …….والحال بالمثل في رمضان , نرى كثيراً ولست أزكي نفسي بل أنا منهم , تتوقد نيران الحماسة فيهم للطاعة فيحضر التراويح ويسابق لختم القرآن ويطرق أبواب البر حسب طاقته , لكن يخف حماسه كلما تعرض لعوامل تساعد في انطفاء حماسه , فنظرة خاطفة لمسلسل وتأخر بسيط عن فريضة وزلة لسان في فلان وفلان وشيئاً فشيئاً حتى تنطفيء الشمعة فلا يجد في نفسه الحماس المطلوب لإعطاء رمضان حقــــه , فيمضي عليه رمضان وهو كسلان… وتبقى الشمعة منطفئة تحتاج حافز يشعلها!!!
لقد منَ الله علينا بمواسم للخيرات تحفزنا للطاعات كيوم الجمعة وعاشوراء وشهر رمضان وعشر ذي الحجة , فإن أشعلت فيكم هذا المواسم نيران الحماس , فرجاءً لا تطفئوها بل زيدوا في اشتعالها, ولتكن تلك المحفزات من مواسم الخيرات , محطات تتزودون منها للمحطة التالية , فمن خف حماسة بعد رمضان عاود الاشتعال في عشر ذي الحجة ومن خف بعد ذي الحجة تدارك الموقف في عاشوراء ومن جمعة إلى جمعة ومن رمضان إلى رمضان ونحن نستغل هذا الكرم الرباني
هنيئاً من كان سريع الأشتعال للطاعة , فبعضهم يشتعل من موعظة ومن تذكير ومن تأمل , وبعضهم ويا سعدهم تجده ناراً تتوقد في كل باب للخير تجــــده إلى أن يقابل ربه , جعلنا الله وإياكم منهم اللهم آمين
تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال