بســـم الله الرحمن الرحيـــم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
جاء في الحديث النبوي الشريف عن أسامة بن زيد أنه قال: بعثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سرية فصبحنا الحرقات -مكان من جهينة- فأدركت رجلا فقال: لا إله إلا الله فطعنته فوقع في نفسي من ذلك فذكرته للنبي، فقال: " أقال لا إله إلا الله، وقتلته ؟ " فقلت يا رسول الله إنما قالها خوفًا من السلاح، فقال -صلى الله عليه وسلم-: " أفلا شققت عن قلبه لتعلم أقالها أم لا ؟ " رواه مسلم ..
وفي شرح هذا الحديث يقول الإمام النووي: "إنما كلفنا بالعمل بالظاهر وما ينطق به اللسان وأما القلب فليس لنا طريق إلى معرفة ما فيه"
منذ متى وكانت النية ظاهرة للعيان؟
منذ متى وقد خرجت من تلك العضلة التي لا يراها إلا رب العالمين؟
استفشت هذهـ الظاهرة للأسف بيننا نحن البشر بشكل رهيـب حتى كانت كالعرف صعب التغيير!
رغم أنها وباءً خطيرا ً يأكل الحسنات بنهم ٍ وشراهة ،،
والعجيب في الأمر لم نرى الأقلام تهبّ لدحر مثل هذهـ الظواهر التعيسه ..
بل والأعجب من ذلك اختفى النهي عن المنكر خوفا ً من غضب فلان وآخر ..
فالمجالس العامة ومجالس المنتديات تكتظ بمثل هذهـ الفئات التي تتحدث وتتحدث وكأن الله أوهبهم صفة الكشف عن السرائر والعياذ بالله ..
فإن لم يكن هناك ما يردعهم من الناس ويدلهم لطريق الحق وجادة الصواب فهم مثلهم بل أشد مثل كفانا الله الشر!
فلنحرص أخي وأختي المسلميْن والحديث لي قبلكما أن نبتعد عن هذهـ الخصلة المقيته التي تجعلنا نتطاول على ربنا جلّ وعلا إذ أنه وكأننا قد أدخلنا أنفسنا دائرة الألوهية بهذهـ الخصلة المقيتة، فإن كنا نستطيع شق القلب وأخذ مافيه من الأمور الغيبية فماذا تركنا لربنا سبحانه؟؟
تعالى وجلّ وتبارك وعظُم أمامنا وأفعالنا السيئة ..
فمن غيرك يارحمن الدنيا والآخرة يعلم السر وأخفى؟
أصلحني الله وإياكم وأستغفرهـ إن كنت قد شققت عن قلب أحدا ً من العالمين وأستغفرهـ لي ولكم ولكل مسلم ،،