احمدعثمان وسام التميز
موبايل : 01115181793 01063638312 عدد المساهمات : 600 نقاط : 939 العمر : 33 بلد الاقامة : الصبريات
| موضوع: وهل يصوم القلب 26/07/10, 09:23 pm | |
| وهل يصوم القلب ؟وهل يصوم القلب ؟ الحمد لله , الصلاة والسلام على رسول الله : أما بعد : سألتة : ما الصيام عندك ؟ قال : كف البطن عن الطعام والشراب , والفرج عن قضاء الشهوة . قلت : هذا أهون الصيام عند السلف . قال : فكف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام . قلت : ونسيت القلب ؟ قال : وهل يصوم القلب ؟ قلت : يصوم أعظم صيام .قال : اشرح لي ذلك . قلت : صيام القلب بالإعراض عن الهمم الدنيئة والأفكار الدنيوية , وبكفه عما سوى
الله بالكلية . قال : وكيف يكون الفطر من هذا الصوم ؟ قلت : يكون بالفكر فيما سوى الله والدار الآخرة , وانشغال القلب بالدنيا إلا
دنيا تراد للآخرة . قال : وهل لذلك أثر من الكتاب والسنة ؟ قلت : قوله تعالى : ( يوم لا ينفع مال ولا بنون ـ إلا من أتى الله بقلب سليم )
( الشعراء : 88 , 89 ) فعلق النجاة يوم القيامة على سلامة القلوب و إذا سلمت
القلوب سلمت الجوارح , واستقامت على طاعة الله , واجتنبت معصيتة ونواهي. وقال النبي صلى الله علية وسلم : ( ألا و إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح
سائر الجسد , وإذا فسدت فسد سائر الجسد , ألا وهي القلب " ( متفق علية ) . فأساس الصلاح والفساد هو صلاح القلوب وفسادها ولذلك كان إصلاح القلوب
وتهذيبها وتطهيرها من أعظم أعمال الطاعة التي غفل عنها كثير من الناس . قال أبو تراب النخشبي : ليس من العبادات شئ أنفع من إصلاح خواطر القلوب . وقال أحمد بن خضروية : القلوب أوعية , فإذا امتلأت من الحق , أظهرت زيادة
أنوارها على الجوارح , و إذا امتلأت من الباطل أظهرت زيادة ظلمتها على الجوارح . " صــــفة القلــــب الصائــم " والقلب الصائم : قلب متحرر من حب الدنيا والتعلق بشهواتها وملذاتها ,
طلباً للنعيم الأعلى والراحة الدائمة . قال رابعة : شغلوا قلوبهم بحب الدنيا عن الله عز وجل , ولو تركوها لجالت في
الملكوت , ثم رجعت إليهم بطرائف الفوائد . والقلب الصائم : قلب مشغول بالفكر في الآخرة , والقدوم على الله عز وجل . قال حادث بن أسد : بلية العبد تعطيل القلب عن فكرة في الآخرة , حينئذ تحدث
الغفلة في القلب . والقلب الصائم : قلب سالم من الأحقاد والضغائن لا يضمر لأحد من المسلمين غلاً
ولا شراً ولا حسداً بل يعفو ويصفح ويغفر ويتسامح , ويحتمل أذى الناس وجهلهم . وقد سئل ابراهيم بن الحسن عن سلامة القلب فقال : " العزلة ،، والصمت وترك
استماع خوض الناس ولا يعقد القلب على ذنب , ويهب لمن ظلمة حقه " . والقلب الصائم : قلب ساكن مخبت متواضع ليس فيه شئ من الكبر والغرور
والعلو في الأرض . قال النبي صلى الله علية وسلم : " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من
كبر " ( رواة مسلم ) . والقلب الصائم : قلب مخلص لا يريد غير وجه الله , ولا يطلب إلا رضى الله , ولا
يلتذ بغير محبة الله وذكره وشكره وحسن عبادته . قال يحيى بن معاذ : النسك هو العناية بالسرائر واخراج ما سوى
الله عز وجل من القلب . وقال ضيعم : إن حبه تعالى شغل قلوب محبيه عن التلذذ بمحبة غيره فليس لهم في
الدنيا مع حبة لذة تداني محبته , ولا يأملون في الآخرة من كرامة , الثواب أكبر
عندهم من النظر إلى وجه محبوبهم . فأين أصحاب هذه القلوب النقية ؟ الموضوع الأصلى من هنا: شبكة عدوية الاسلامية http://www.adaweya.net/showthread.php?t=37997 و أين أرباب تلك الهمم العليّة ؟ذهبوا ـ والله ـ فهل ترى لهم بقية ؟ " عـــــــلاج القلــــــوب " و إذا مرض القلب توجب علاجه ومداوته حتى يعود إلى حال الصحة والقوة وعلاج
القلوب يكون بأمور منها : 1 ـ ترك الذنوب : ففي الحديث قال رسول الله صلى الله علية وسلم : " إن المؤمن إذا أذنب , كانت
نكتة سوداء في قلبة , فإن تاب ونزع واستغفر صقُل قلبه , و إن زاد زادت حتى
تعلو قلبه , فذلك الران الذي ذكر الله عز وجل في كتابة ( كلا بل ران على قلوبهم ما
كانوا يكسبون " ( المطففين ) ( رواة الترمذي وقال حسن صحيح ) . وقال يحيى بن معاذ سقم الجسد بالأوجاع وسقم القلوب بالذنوب فكما لا يجد الجسد
لذة الطعام عند سقمه لا يجد القلب حلاوة العبادة مع الذنوب . رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها . وترد الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عيانها . 2 ـ رحمة الخلق : فقد شكا رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال لة " امسح رأس
اليتيم و أطعم المساكين " ( رواة أحمد وحسنة الألباني ) وفي رواية قال : " أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ؟ ارحم اليتيم , وامسح رأسه
و أطعمه من طعامك , يلن قلبك وتدرك حاجتك " ( رواة الطبراني ) 3 ـ ذكر الله : قال تعالى : ( الذين إذا ذُكر الله وجلت قلوبهم ) ( الحج : 35 ) . وقال رجل للحسن : يا أبا سعيد ! أشكو إليك قسوة في قلبي !
قال : أدْنِه من الذكر . 4 ـ الدعاء :
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " اللهم مصرف القلوب اصرف قلوبنا على
طاعتك " ( رواة مسلم ) وكان يقول " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " ( رواة الترمذي ) . 5 ـ علاجات متفرقة : سأل رجل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : ما دواء قسوة القلب ؟
فأمرته بعيادة المرضى وتشيع الجنائز وتوقع الموت . وشكا ذلك رجل إلى مالك بن دينار فقال : أدمن الصيام , فإن وجدت قسوة فأطل
القيام , فإن وجدت قسوة فأقل الطعام . وسئل ابن المبارك : ما دواء القلب ؟ فقال : قلة الملاقاة .وقال عبد الله بن خبيق : خلق الله القلوب مساكن للذكر فصارت مساكن للشهوات
ولا يمحو الشهوات من القلوب إلا خوف مزعج أو شوق مقلق . وقال ابراهيم الخواص : دواء القلوب خمسة أشياء : قراءة القرآن بالتدبر وخلاء
البطن وقيام الليل والتضرع عند السحر ومجالسة الصالحين ،،،، . " أعيـــــاد الصائــــمين " قال ابن رجب : " من يصوم في الدنيا عما سوى الله فيحفظ الرأس وما حوى
ويحفظ البطن وما وعى ويذكر الموت والبلى ويريد الآخرة فيترك زينة الدنيا , فهذا عيد
فطره يوم لقاء ربه وفرحه برؤيته . كما قيل : أهل الخصوص من الصوام صومهم صون اللسان عن البهتان والكذب . والعارفون و أهل الأنس صومهم صون القلب عن الأغيار والحجب .،،،،،، . ----------------------- ( ،، ) أي العزلة عن الشر و أهلة .
( ،،،، ) المنتقى من ذم الهوى : ( ص 25 ) .
( ،،،،،، ) لطائف المعارف : ( ص 220 ) .
اللهم اجعل قلوبنا تصوم في كل وقت وحين ......
وكل عام وأنتم بخير | |
|