بلد الكلام

موضوع: بلد الكلام 20/07/10, 04:53 am

فى دنيانا التى ملئت بالكلام، تختل المفاهيم وتقلب الحقائق، لدرجة تشعر معها بأنك لابد أن تتعلم من جديد أصول المعانى، وأن تعدل موجات إدراكك لتصل إلى تفسير ما يمر أمامك من أحداث وأفكار، وأن تعتبر نفسك «نوغة» تبدأ نطق الكلمات وتدرك عالمك المحيط بعد أن يعلموك كلمتى «بابا وماما» و«أنكغة»، لكى تستقيم أمورك وتتوافق مع خطاب عام صار مختلفا مختلقا، لتزييف الواقع وغسل العقول وممارسة التضليل.
فبصيغة قل ولا تقل المخفية بين السطور، تجد الساسة والدوائر الرسمية وقادة الرأى، يخرجون علينا بأوصاف تتناقض مع الحقيقة، فالخلط هو البطل، وعين الصواب تختفى وراء زحام ألفاظ وشعارات التحلل والخضوع والزيف.
والقاموس اللغوى جاهز ومعد لصياغة المواقف والأزمات وفق الهوى، ليبدو الأمر عسلا لكنه يحمل فى باطنه المر والعذاب، فقل «معتدل» ولا تقل «منبطح» وقل «استقرار» ولا تقل «تغيير» وقل «سيادة» ولا تقل «حصار» وقل «إيران» ولا تقل «إسرائيل»، وقل «تحرير» ولا تقل «خصخصة»، وقل «رأسمالية» ولا تقل «طبقية»، وقل «تصدير للديمقراطية» ولا تقل «غزو»، وقل «تصوير للواقع» ولا تقل «إباحية» عند الحديث عن سينما الحاضر.
قل «حكمة» ولا تقل «ركود»، قل «إدارة أصول الدولة» ولا تقل «بيع أصول الدولة»، قل «سياسة خارجية» ولا تقل «خدمة أجندات غربية»، قل «انتخابات» ولا تقل «تزوير»، قل «تعديلات دستورية» ولا تقل «توريث»، قل «محدودى الدخل» ولا تقل «فقراء»، قل «سياسة دولية» ولا تقل «ازدواجية المعايير»، قل «قطرية» ولا تقل «عروبة».
والقائمة طويلة بطعم الغرض ورغبات الدعاية، لمسح الذاكرة و«تسطيب» العقول وفق لغة الكمبيوتر، وتركيب و«يندوز» جديد يرفض كلمات مثل البرادعى والتغيير والإصلاح والكرامة والقومية والفقراء، ويؤمن بأن المنافق يجب أن يصبح رئيس تحرير، ويقر بأن الفساد شطارة والشرف مهانة، وأن طريق الصعود مفروش على أجساد الآخرين، وأن التضحية والوطنية هراء، والمواطن موصوم وأصحاب الأموال شرفاء حتى إن هربوا أموالهم للخارج لأن تصدير العملة المصرية توجه ينبغى الإثابة عليه.
و«السوفت وير» الجديد لا يرضى إلا بشعارات «من أجلك أنت» و«بلدنا بتتقدم بينا»، والسماء تمطر ذهبا لكن لطبقة واحدة، و«التلميع» للوزراء والمسؤولين فريضة، ونظيف ورجاله أتقياء لابد أن نصنع لهم أضرحة بعد الموت ليتبرك بها المصريون، وقبلة الناس هى واشنطن وكعبتهم البيت الأبيض، والصيف معناه فى اللغة «مارينا»، والشتاء هو «العين السخنة»، و«بورتو» من كلمات الصالحين الناجحين الفالحين،
وأغانى تامر حسنى من الأوراد والأذكار، و«أبوالليف» صانع حداثتكم، و«ميلودى» منبر أخلاقكم، و«الهمبورجر» طبقكم الرئيسى، والفول من الحفريات، ورؤساء تحرير الصحف الحكومية هم أبطال التحرير، تحرير عقولكم من انفصامات التغيير وشيزوفرينيا الإصلاح، والمرارة معناها أن يشعر أحمد عز بالإحباط لأن أسعار الحديد انخفضت، وأراضى الطرق الصحراوية حق تاريخى للممتلئة بطونهم، والأجهزة الرقابية رجس من عمل الشيطان، و«الديوث» رجل محترم واقعى يعيش فى كنف الحقيقة.
وانغمسوا فى حياتكم، فهى فرصة فاغتنموها ولا تفكروا فى الشأن العام فهو نشاط ضار جدا جدا بالصحة

موضوع: رد: بلد الكلام 20/07/10, 11:52 am

شكر ا للاستاذ علي خليل هذا الموضوع الكبير وفعلا هذا زماانك يا مهازل فامرحي وفعلا اصبح الباطل حق وصار الحق باطل واصبحت الفهلوة والغش والخيانة هي مؤهلات هذا الزمان ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

موضوع: رد: بلد الكلام 20/07/10, 11:31 pm

زمان كانت

بلد بتاعة شهادات علي رأي عادل امام

أما الان فهي بلد البجاحه

كان الله في عون كل شريف متابع للاخبار والجرائد

ولعنة الله علي كتاب السلطة فهم يمتلكون مهارات لغوية يستطيعون بها

أقناع العامة والخاصة بأن كل ما يحدث الان هو الافضل والانسب

مثال علي ذلك كاتب اسمه أنيس منصور قد قرأت له كتاب ألفه في عهد جمال عبدالناصر

وذكر فيه مقولته الشهيرة ما أخذ بالقوة لم يسترد إلا بالقوة

وأكد ان الحرب هي خيار الرئيس جمال عبدالناصر الوحيد

وفي عهد السادات غير رأيه تماما في كتابا أخر وأكد أن جمال عبد الناصر كان يتظاهر بأنه يريد القتال

وأن السادات هو صاحب الارادة الاولي للحرب

وفي العهد الحالي يقول ان الرئيس مبارك هو أطيب من السادات ويمتاز بأنه قريب من الشعب أكثر من السادات

ونكتفي بهذا القدر

شكرا جزيلا للأخ علي خليل لحسه الواعي وأقتناص مواضيع

غاية في الروعة

» تعلم فن الكلام
» من الكلام الى الافعال
» احذرو الكلام عند الاذان
» الفرق بين الزوجين المتدينين والزوجين الروشين في الكلام