أيمن الطيب وسام التميز
موبايل : 0110820333 عدد المساهمات : 683 نقاط : 1010
| موضوع: فجعلنا عاليها سافلها 21/05/10, 09:44 am | |
|
[size=21]فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل [/size] الدكتور المهندس منصور أبو شريعة العبادي أستاذ في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية أما القرآن الكريم فقد أكد على مواصفات الحجارة التي أمطرت على القوم فذكر أنها حجارة من طين "لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ" ثم حدد لها وصفا آخر وهو أنها من سجيل "وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ" ثم وصف السجيل بأنه منضود وأن الحجارة كانت مسومة "وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنضُودٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ". وعلى الرغم من أن المفسرين قد اختلفوا في معاني السجيل والمنضود والمسومة إلا أن المعنى العام يوحي أن الطين قد شكل بطريقة معينة بحيث يوقع أشد العذاب بمن تصيبه هذه الحجارة. فقد قال بعضهم بأن السجيل المنضود هو طين قد طبخ حتى صار كالأرحاء (ذكره ابن عيسى) وقال البعض الآخر بأنه الحجارة الصلبة الشديدة ( قاله أبو عبيدة) وقيل في المنضود أنه طين قد نُضَّد بعضه على بعض (قاله الربيع) وأما المسومة فقد قالوا أنها كانت مختمة على كل حجر منها اسم صاحبه وقال بعضهم أنها معلمة ببياض في حمرة (قول ابن عباس) وقال قتادة أنها مطوقة بسواد في حمرة. وتظهر الصور التالية بعض أشكال الحجارة التي عثر عليها المستكشفون في المنطقة الجنوبية الغربية المحاذية للبحر الميت وقد وجدوا أن لها شكل كروي وأن بعضها مكون من قلب من الكبريت أبيض اللون مغلف بطبقات حجرية تميل إلى الحمرة. ومن العجيب أن تتفق الأوصاف التي أعطاها المفسرون لهذه الحجارة مع المواصفات التي اكتشفها الباحثون فهي حجارة مكونة من طبقات (منضودة).
| | صور تظهر باقي احتراق الصخور الكلسية والتي تعرضت لدرجات حرارة عالية | ويبقى السؤال المهم المتعلق بالسر في هذا التركيب العجيب لهذه الحجارة الذي عذب الله بها قوم لوط. ومن المحتمل كإجابة على هذا السؤال أن الله عز وجل قد أراد أن يحرق أجسام هؤلاء القوم وهم أحياء بسبب فعلهم الشنيع فاختار الكبريت كمادة حارقة لهذا الغرض ولكن من المعروف أن الكبريت يذوب عند درجات حرارة ليست عالية (330 درجة مئوية) ولذلك فإنه من الصعب أن يصل لمسافات بعيدة عند خروجه من فوهة البركان. ولذا فقد تم تغليفة بمادة طينية وعندما يخرج هذا الكبريت المغلف على شكل حجارة من فوهة البركان فإنه يصل لمسافات بعيدة تصيب كل فرد من أفراد القوم.
صور تظهر بعض الحجارة بعضها كروي وجدت في مكان قرى لوط وهي دليل أنها هي الحجارة المسومة المذكورة في القرآن والتي امطر بها قوم لوط | وبعد أن يصطدم الحجر بأجسام القوم فإن الغلاف الطيني سرعان ما ينكسر فيخرج منه الكبريت المنصهر فيذيب أجسامهم جزاء على أفعالهم الشنيعة. وتظهر إحدى الصور كيف أن هذه الحجارة عندما تصطدم بسطح صخري فإنها تنفجر فيحرق الكبريت ما حوله من صخر مخلفا دوائر بنية اللون. وبهذه الطريقة البديعة التي استخدمت في تعذيب هؤلاء القوم أصبح بالإمكان تعذيب كل فرد من أفراد القوم بنفس النوع من العذاب حتى لو كان خارج منطقة الخسف كما حدث مع زوجة لوط الكافرة. فقد خرجت هذه المرآة الملعونة مع نبي الله وابنتيه وقد أمرهم الله عز وجل أن لا يلتف منهم أحد إلى الوراء عندما ينزل العذاب بمدن القوم. ولكن كتب الله على المرأة أن تلتفت إلى الوراء عندما سمعت دوي الانفجارات البركانية (الصيحة) فتسمرت في مكانها من هول المنظر فأصابها ما أصاب القوم من العذاب حيث قذفها الله بهذه الحجارة البركانية "وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ".
نصب حجري يعتقد انه لزوجة لوط عليه السلام | ويقال والله أعلم أن النصب الصخري الذي يقف منتصبا على السفح الشرقي للبحر الميت هي حمم بركانية غلفت امرآة لوط عليه السلام. ولقد نجا الله لوط عليه السلام وابنتيه من هذا العذاب الأليم وكان من لطف الله بهاتين البنتين أن الله أمر أبيهما عليه السلام أن يمشي خلفهما ليمنعهما من الإلتفات إلى الوراء عند سماع صوت الإنفجارات المدوية والذي قد يحدث بطريقة لاإرادية "فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (65)" الحجر.
| صخرة كلسية عليها آثار الاحتراق نتيجة الحجارة المسومة التي أمطر الله بها قوم لوط | أما الدليل الرابع فهو أن طبيعة الجزء الجنوبي من البحر الميت يختلف تماما عن الجزء الشمالي والذي كان يفصل بينهما جزئيا ما يسمى باللسان عندما كان مستوى سطح البحر عاليا قبل عدة عقود. وبعد انخفاض مستوى سطح البحر بسبب قلة المياه التي تغذيه من نهر الأردن امتد اللسان إلى الغرب ففصل الجزئين عن بعضهما. فالجزء الواقع شمال اللسان وهو الأكبر له عمق يصل لعدة مئات من الأمتار ولذا يبدو البحر الميت أسود اللون في هذا الجزء أما الجزء الجنوبي الصغير فهو ضحل لا يتجاوز عمقه العشرين مترا والذي يبدو أزرق اللون. ومن الواضح أن الجزء الجنوبي من البحر الميت قد تكون في فترة متأخرة نظرا للفرق الشاسع بين عمق مياه الجزئين. وبسبب ضحالة مياه الجزء الجنوبي وانفصاله عن الجزء الجنوبي فإن مياهه ستجف تماما في غضون عدة سنوات وسيتمكن الباحثون من الكشف عن كثير من آثار قوم لوط ليتأكد قوله عز من قائل "وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (35)" العنكبوت والقائل سبحانه "وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (37)" الذاريات ". =============== | |
|