وخرج المأمون منفرداً فإذا بأعرابي فسلم عليه. فقال: ما أقدمك يا أعرابي ? قال:
الرجاء لهذا الخليفة، وقد قلت أبياتاً أستمطر بها فضله، قال: أنشدنيها، قال: يا
ركيك، أويحسن أن أنشدك ما أنشد الملوك ? فقال: يا أعرابي، إنك لن تصل إليه ولن تقدر
مع امتناع أبوابه وشدة حجابه، ولكن هل لك أن تنحلنيها، وهذه ألف دينار فخذها وانصرف
ودعني أتوسل، لعلي أتوصل ? قال: لقد رضيت، فبينما هما في المراجعة إذ أحدقت الخيل
به وسلم عليه بالخلافة، فعلم الأعرابي أنه قد وقع، فقال الأعرابي: يا أمير
المؤمنين؛ أتحفظ من لغات اليمن شيئاً ? قال: نعم! قال: فمن يبدل القاف كافاً ? قال:
بنو الحارث بن كعب، قال: لعنها الله من لغة لا أعود إليها بعد اليوم. فضحك المأمون
وأمر له بألف دينار.