توصل القاضى"ارثور نشاكلسون" رئيس المحكمة الدستورية فى جنوب أفريقيا إلى خلاصة مفادها أن(الحق فى الحياة وفى الكرامة هما الأكثر أهمية من بين كافة حقوق الإنسان ويجب على الدولة أن تبرهن ذلك فى كافة أعمالها، بما فيه الطريقة التى يجب أن تعاقب المجرمين من خلالها).
نستشهد بهذا الرأى فى القضية التى أثارت الرأى العام مؤخرا وهى قضية الشاب محمد فى لبنان الذى قتل وتم التمثيل بجثته من قبل أهل القرية وقد تنوعت الآراء مابين مجرد حادث فردى ومجرد ثأر، ومنهنا ياسادة نقول إنه حادث فردى أو ثأرى لو حدثت الجريمة فى بلدة وليس فى دولة مثل لبنان وماحدث يدل على ضعف السلطة وعدم السيطرة على مجريات الأمور.
فلو تمعنا لفظ دولة فإن إحدى مسئوليات الدولة الحفاظ على حياة الإنسان وكرامته، لأن السلطة المنبثقة عنها وجدت فى الأصل لإدارة شئون البلاد والمحافظة على أرواح الناس، ويشكل ذلك مبررا لوجود الدولة حتى إذا انحرفت عن دورها أو تخلت عنه فقدت أساس مشروعياتها وهذه القضية بالطبع ستهز صورة لبنان على المستوى العالمى ناهيك عن استغلال هذة القضية فى التشوية لصورة العرب وبالفعل قامت اسرائيل باستغلالها فى صفحات الجرائد بدعوى أن حزب الله متورط بالقضية ردا على الأحكام التى عوقب بها خلية حزب الله فى مصر مؤخرا، هذا الفعل الإجرامى والمتوحش لا نتوقعه من شعب مثل الشعب اللبنانى الذى عرف عنه بأنه شعب متحضر لا يحمل حقدا أو كراهية للمصريين وبغض النظر عن أن هذا الشاب مصرى لايجب أن تصدر مثل هذة الهمجية والغوغاء فى بلد مثل لبنان.