أيمن الطيب وسام التميز
موبايل : 0110820333 عدد المساهمات : 683 نقاط : 1010
| موضوع: حديث أجر خمسين 30/04/10, 10:54 pm | |
| شرح حديث "له أجر خمسين منكم للشيخ عبد الرحمن السحيم السؤال سؤال عن حديث فيه أن لمن تمسّك بالدين في آخر الزمان يكون له أجر خمسين من الصحابة . هل هو صحيح ؟ وإذا كان صحيحا كيف يكون له أجر خمسين من الصحابة ؟ الجواب الحديث رواه ابن نصر في كتاب السُّنة بلفظ :إن من ورائكم أيام الصبر ، للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين منكم . قالوا : يا نبي الله أو منهم ؟ قال : بل منكم . والحديث صححه الشيخ الألباني رحمه الله بمجموع طُرقه . وأما كيف يكون له أجر خمسين من الصحابة فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، هذا أولاً .وثانياً : قد يَفْضُل العمل باعتبار الزمان أو المكان – وفيه تفصيل - .ثالثاً : لا يعني ذلك أن يكون المتّصف بذلك أفضل من الصحابة . وبيان ذلك : أنه من المعلوم أن نبينا صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء ، وهو خيرهم وخاتمهم .وتفصيل ذلك سبق هنا :http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=21843&highlight= ومع ذلك فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فضائل لبعض الأنبياء ، حيث ذكر أن إبراهيم خليل الرحمن ، وأن موسى أذي بأكثر مما أُوذي به النبي صلى الله عليه وسلم فصبر ، إلى غير ذلك مما ذُكر من فضائل الأنبياء ، ولا يعني ذلك تفضيلهم على نبينا صلى الله عليه وسلم .ولأنبياء هو صفوة الله من خلقه . ويُقال في فهم هذا الحديث أن العمل الصالح يكون فاضلا باعتبار الزمان ، وهنا وصف النبي صلى الله عليه وسلم أيام الشدّة بأيام الصبر ، وهذا كقوله عليه الصلاة والسلام : سبق درهم مائة ألف درهم . قالوا : وكيف ؟ قال : كان لرجل درهمان تصدّق بأحدهما ، وانطلق رجل إلى عرض ماله فأخذ منه مائة ألف درهم فتصدق بها . رواه الإمام أحمد والنسائي . فصاحب الدرهمين لما تصدق بدرهم كأنه تصدّق بنصف ماله ، وإن كان الآخر الذي تصدّق بمائة ألف أنفع للمسلمين وأكبر أثراً .وقد يكون العمل فاضلا ويفضل غيره بما يقع في قلب الشخص ، كما هو الحال في البغي الذي سَقَتْ كلباً فغفر الله لها . والقصة في الصحيحين .وكحال الرجل الذي وجد غصن شوك في الطريق فأخّره ونحّاه ، فغفر الله له . والقصة في الصحيحين . ثم إنه عليه الصلاة والسلام قال في هذا الحديث : للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين منكم . فخص الأيام بالصبر ، وخص الأجر بالمتمسّك ، وهذا اللفظ يدلّ على شدّة التمسّك ؛ لأن الإمساك يكون برفق بخلاف التمسّك .هذا من ناحيةومن ناحية أخرى فإنه ذكر التمسّك بما كان عليه الصحابة لا دين ملفّق من أديان ، ولا دين مرقع ، بل " بما أنتم عليه "وقد ذكر رسول الله وصف الفرقة الناجية فقالوا : ومن هي يا رسول الله ؟ قال : ما أنا عليه وأصحابي . ثم إن الصحابة كانوا يجدون على الخير أعوانا ، والمتمسّك في أيام الصبر قد لا يجد على الخير أعوانا ، بل ربما كان مُحارَبا مُطارداً مُتّهما لتمسّكه بِدِينه ، كما هو مشاهد في كثير من أصقاع الأرض . والمجتمع كان يُعين على التمسّك لأن المخالف كان يُنبذ بخلاف زمان الصبر وأيام الشدائد ، فإنه قد يكون المتمسّك بدينه هو المنبوذ ! ولذا قال الإمام الذهبي في سيرة عمر بن عبد العزيز رحمه الله :كان هذا الرجل حسن الخلق والخلق كامل العقل حسن السمت ... ناطقا بالحق مع قلّة المعين وكثرة الأمراء الظلمة الذين مَلُّوه وكرهوا محاققته لهم ونقصه أعطياتهم ، وأخذه كثيرا مما في أيديهم مما أخذوه بغير حق ، فما زالوا به حتى سقوه السمّ ، فحصلت له الشهادة والسعادة ، وعُـدّ عند أهل العلم من الخلفاء الراشدين والعلماء العاملين . اهـ .وليس معنى هذا أنه أفضل من معاوية رضي الله عنه ، والذي عـدّه العلماء الخليفة الخامس ؛ إذ هو الخليفة الذي حكم مدة طويلة بعد الخلفاء الأربعة ، ولكن كان معاوية يجد على الخير أعواناً ، وعمر بن عبد العزيز قلّ مَن يُعينه ، كما ذكر الإمام الذهبي رحمه الله . ثم إن تفضيل الصحابة رضي الله عنهم لا يعني تفضيل كل فرد من أفرادهم على كل فرد من أفراد من بعدهم ، فقد يفضل بعض الناس بِعلْم أو فضل وعدل ، ما يفوق به بعض أفراد الصحابة رضي الله عنهم في عظيم أثره في الأمة ، وإن كان لا يُداني كبارهم في المنـزلة ولا في الفضل . فإن الصحابة منهم السابق ومنهم المهاجر ومنهم من تأخر إسلامه ، كالذين أسلموا بعد الفتح ، وتباينت مراتب الصحابة لذلك ، لذا قال عز وجل : ( لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ) ومما ينبغي أن يُعلم أنه لا مَطمع في بلوغ مراتب الصحابة ولا فضلهم . فالصحابة قد زكّاهم الله وشهد بفضلهم وأجمعت الأمة على أنهم خير الناس بعد نبيِّهم صلى الله عليه وسلم بشهادته صلى الله عليه وسلم لهم . ويجب أن لا يغتر الإنسان بعمله فيظن أنه بلغ مراتب الصحابة أو أنه يُدانيهافقد سمعت أنه قيل عن بعض الناس اليوم : صحابي يعيش في القرن الخامس عشر الهجري ! ألم يبلغهم قول عمر بن عبد العزيز رحمه الله وقد قيل له : يا أمير المؤمنين لو أتيت المدينة فإن قَضى الله موتاً دُفنت في موضع القبر الرابع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : والله لأن يعذبني الله بغير النار أحب إلي من أن يعلم من قلبي أني أراني لذلك أهلا . قال ذلك أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز الذي عدّه بعض العلماء خامس الخلفاء لمشابهته لسيرهم في العدل والزهد . فماذا يقول غيره ؟الذي ربما رأى أنه مثل الصحابة أو أنه يُمكن أن يبلغ ما بلغوا ، وربما كان موغلا في الموبقات ، أو كان مُنطرحا بين الشهوات والشُّبهات ، أو كان ممن لم يُقدّم لِدِينِه سوى فضلة وقته – إن قدّم – أو لم يتذكر أن له ديناً يحمله .وهو مع ذلك يرجو أن ينال مراتب الصحابة !هيهات هيهات ! | |
|
احمد حسن المشرف الديني
عدد المساهمات : 286 نقاط : 374 العمر : 44 بلد الاقامة : بريطانيا-اسكتلندا
| موضوع: رد: حديث أجر خمسين 30/04/10, 11:14 pm | |
| | |
|
حمادة دياب وسام التميز
موبايل : 0553061614 عدد المساهمات : 398 نقاط : 538 العمر : 69 بلد الاقامة : المدينة المنورة
| موضوع: رد: حديث أجر خمسين 01/05/10, 01:36 am | |
| الأستاذ / أيمن الطيب بارك الله فيك .. وجزاك خير الجزاء وتقبل مروري | |
|