بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم اجعل هذه الكلمات خالصة لوجهك الكريم وإجعلها كفارة لذنوبي
ورفعة لمنزلتي وتثبيتا على الحق آمين.
إن ما دفعني لكتابة هذا المقال هو حبي لأخواني الشباب والشابات
المسلمين المؤمنين الحريصين على التقرب من الله
والسير على طريق الحق
وأيضا رواية قصه واقعيه عايشتها بكل تفاصيلها وفصولها
حول أمر يلهث ورائه أكثر شباب المسلمين وهو (وهم)(وتيه) (وشقاء)
(وفساد)(ودجل ) (ونفاق) (وكل الموبقات ولو كره الكاذبون) ولو جمله الأفاكون
ولايعرف هذا العالم ويقف على اسراره الى من خاضه وبرز وذاق طعم الشهره المزيفه....الباهته
كنت شابا أبلغ من العمر 16 عشر عاما في مدينة
سكاكا - الجوف - شمال المملكه العربيه السعوديه
كأي شاب ملىء بالحيويه والنشاط حركي ذوا ذكاء واضح
وكان للعام 1402 للهجره, لم يطرق سماعي آنذاك شىء عن الغناء
من ناحية الحرام والحلال فقد نشأة في بيت متدين بالفطره
وكل مايقال عن الفن انه (عيب ) فقط.
أحضر أحد شباب الجيران (آلة عود) وكان يدندن بها وكنت استرقها منه
عندما يذهب هنا وهناك
وخلال أشهر استطعت أن اسيطر على هذه الآله وأفك طلاسمها
وبعد ستة أشهر فقط لاغير أصبحت أعزف عزفا يلفت نظر الجميع.
أنهيت دراسة الكفائه المتوسطه وذهبت الى معهد الإتصالات في جده
وبعد ثلاث سنوات من الدراسه وحصولي على المركز الأول
مع مرتبة الطالب المثالي ختمت الحفل
بعزف منفرد على مسرح المعهد أبهر الجميع.
تعينت في الوظيفه وبدأت الغناء في الحفلات حتى برز اسمي
في كل المنطقه الشماليه, وكنت اتقاضى على الحفله الواحده
في ثلاث ساعات 5000 آلاف ريال ولو طلبت المزيد لحصلت عليه
وسجلت أغاني من الحاني وانتاجي نجحت نجاحا باهرا جدا
وعندما بلغت الخامسه والعشرين من عمري ....وذقت طعم الشهره
والتي لم أكن اسعى اليها وبدأ نجمي يسطع
بدأ أبني الأكبر وهو طفل عمره ستة اشهر (عامر) وكنت قد تزوجت
وعمري 23 عام بناء على رغبة الوالد, بدأ يعاني من مرض مزمن في الصدر
وكان اسبوع بالمنزل وثلاثة اسابيع مع امه بالمستشفى
وعلى مدار ثلاثة سنوات وأنا في الصيف من حفله الى حفله
ومن زواج الى زواج ومن منطقه الى منطقه والطلبات تزداد وأنا أتألق.
ولكن هناك شىء كان يطرق فؤادي بعد كل مناسبه وكل حفله
وهو شعوري بعد كل حفلة زواج تتخللها نشوت الإبداع والأهازيج
وصياح المعجبين كانت تتخللني أثناء العوده أحاسيس بأنني لم أخلق لهذا
وألم وأرق يكدر صفو تلك الأحاسيس وهكذا وفي كل مره وبعد كل حفله وكل جلسه
حتى وقع في يدي اربعة اشرطه للداعيه الشيخ/احمد القطان
اسمـــــــها ... العفــــــــــن الفــــــــــني
واستمعت اليها حتى الصباح وكان يتكلم عن حقائق لايشعر بها الامن طرق
هذا العالم العفن وتأثرت فتره من الزمن قصيره
ثم تجاوزت تلك المرحله, وكلما ذهبت الى المستشفى لزيارة الأبن الصغير
من قبل الأب الصغير كنت انظر الى مايعانيه من ضعف ووهن
وإبر المغذي وهي لم تبقي جزء من جسده الا وقد اخترقته
وأمه تعاني وتبكي وأنا مع الجماهير.
بعد ذلك بدأ صراع نفسي رهيب وأسأله ملحه على نفسي وعقلي ألهذا خلقت؟؟
وبعد العوده من الغناء منهك؟؟
أقدمت شيئا أستحق عليه كل هذا الثناء؟؟
ماذا لو قبض الله روحي على هذه الحال ؟؟
مــــــــــاذا أقــــــــــول ؟؟
ولكن ماحسم الصراع هو ما اكتشفته في عالم الفن عندما قابلت
نجوما من مطربين وعازفين وشعراء كبار, كنت أنظر أليهم كقدوه وكعمالقه
وشاء الله أن يجعل عزفي وصوتي الحسن بطاقة الوصول اليهم لتسجيل
اشرطه مع هؤلاء الكبار
وإذا بي أجدهم غرقى في وحول المخدرات والمسكرات
وهم آنذاك كبار في السن وآباء وكانت الصدمه الرهيبه لي أهؤلاء قدوتنا؟؟
أهؤلاء اللذين يتمنى الناس والشباب لقاهم والجلوس معهم؟؟
أحدهم بعد ما إستضافني اثنى عشر يوما
ورفض أن أغادره من شدة اعجابه بموهبتي
لم يصحي من سكره سوى يومان خلال اثنى عشر يوما, حتى أنه بعض المرات
اخذت زجاجات الخمر وسكبتها في دورة المياه ولما علم غضب غضبا
شديدا, ثم اتصل وأحضر كميه اخرى
وكلما عرفني على شخصيه من الشخصيات القدوه لنا سابقا
وجدتها لاتستحق ان تكون قدوه لحيوانات فضلا عن بشر.
بعد عودتي الى منطقتي قطعت كل اتصالاتي وبدأت احتقر هذا الفن
وهذا الطريق رغم حبي الشديد له ولكنني عرفت ان مآلي سيكون يوما ما
الى خسران والى زاويه لن أخرج منها
فقررت العوده الى الله والتزمت بالصلاه مع الجماعه
وكانت أولها صلاة الفجر وكان ذلك عام1412
وكسرت جميع الآلات واحرقت جميع الصور واتجهت الى الله
وكان عمري 26 عام
وانظــــروا كيــــــــف اصبــــــــحت بــــعد ذلـــــــك
تولدت لدي طاقه عجيبه وحب عجيب للقرائه واكملت دراستي الجامعيه
وحصلت على درجة البكالوريوس في الادارة العامه
ثم درجة الماجستير في ادارة الاعمال
والآن استعد لدراسة الدكتوراه
وبعد ذلك سأكرس عمري لخدمة ديني وامتي ووطني
أما عامر فأقسم بالله أنه خرج من المستشفى بعد شهر من توبتي ولم يعد اليها
منذ ذلك الحين وهو الآن طالب في الصف الثاني ثانوي
طبيعي ومتفوق وبار بوالديه لايفارقني ويحفظ ثلاثة ارباع القرآن الكريم
واخوه عمر نصف القرآن وعثمان نصف القرآن وجميعهم متفوقين ولله الحمد والمنه
فماذا لو استمريت على الفن لاخرجت لكم مغنين ومطربين والعياذ بالله
هذه قصتي مختصره
واليكم ابيات بسيطه تصور توبتي
أحمد الله في قلبي وبلساني *** وأشكره ومن شكر ربه ترى يزيده
أولا من طريق الشر نجاني *** الله اللي ينجي منهو يريده
غردي ياحمام الورق بالحاني *** يوم ربي وهبني من انا ريده
وبعد صبر السنين الله اعطاني *** أسأل الله توفيقه وتسديده