انتخاباتهم وانتـ"خيبتنا"

مرارة شديدة أحسست بها وأنا أتابع حلقة العاشرة مساء عن الانتخابات البريطانية، المقارنة غير واردة أصلا بين الانتخابات عندهم وما يطلق عليه انتخابات عندنا. أسئلة تبدو عندنا منطقية لكنها عندهم لا محل لها من الإعراب مثل: هل ستذهب للإدلاء بصوتك؟ لماذا أنت حريص على الإدلاء بصوتك؟ هل تعتقد أن الانتخابات سوف تكون نزيهة؟ كل هذه أشياء بديهية عندهم لا تحتاج حتى إلى مجرد التفكير بل إنها تثير السخرية لديهم.

أحزننى حتى أن أنظر إليهم بانبهار وأن ألتمس الحكمة لديهم مع أن الأصل أننا نمتلك من الدين التاريخ والحضارة ما يجعلنا قدوة لهم أحزننى أنهم أسهموا بشكل كبير وصولنا إلى هذا الحال عن طريق فترة طويلة من الاستعمار العسكرى ومن بعده الاستعمار الثقافى ليهنأوا هم بما حرمونا نحن منه، ما أصدق كلام فاروق جويدة:

قد عشت أسأل أين وجه بلادى؟
أين النخيل؟ وأين دفء الوادى؟
لا شىء يبدو فى السماء أمامنا
غير الظلام وصورة الجلاد
هو لا يغيب عن العيون كأنه
قدر كيوم البعث والميلاد..

يبدو أنك لا تعرف أننا عربا

وليس لنا تاريخ ولا حاضر ولا مستقبل في الديمقراطية

نحن لنا استثناء وحيد في تاريخنا وهي فترة رسول الله صلى الله عليه وسلم

وبعض من فترة الخلفاء الراشدين

يا درش نحن من قتلنا سيدنا عمر بن الخطاب وهو يصلي

وقتلنا الخليفة عثمان وهو يقرأ القرآن

وقتلنا الإمام علي وهو في طريقه للصلاة

نحن من تآمرنا ودسسنا السم في الكأس

ماذا تنتظر من قوم يفعلون هذا في عصر قوتهم الأخلاقية

ماذا سيفعلون في عصر ضعفهم وتفككهم وانحلالهم أخلاقيا واجتماعيا