عن واثلة بن الأسقع -رضي اللهُ عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا تظهر الشماتة لأخيك فيعافيه الله ويبتليك)).
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي اللهُ عنه- قال: ((كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء)) قال سفيان الحديث ثلاث زدت أنا واحدة، لا أدري أيتهن هي.
ثالثاً: قال ابن عبد البر -رحمهُ اللهُ- في بهجة المجالس(2/745-750 باختصار وتصرف يسير) : " باب الشماتة.
قال الله -عز وجل- حاكياً عن موسى عليه السلام : {فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين} .
وقيل لأيوب عليه السلام : أي شيء من بلائك كان أشد عليك? قال: شماتة الأعداء.
ومن دعائه صلى الله عليه وسلم : " اللهم إني أعوذ بك من درك الشقاء ، ومن جهد البلاء ، ومن شماتة الأعداء " .
قال عدي بن زيد العبادي :
أيها الشامتُ المعَيَّرُ بـالـدهُـ ### ـرِ أأنتَ المبَرََّأ الـمـوفـورُ
أم لديكَ العهدَ الوثيق من الأيَّـــــامِ بل أنت جاهـلٌ مـغـرورُ
من رأيتَ المنونَ خلَّدْنَ أمْ مَنْ ### ذا عليه من ألاَّ يُضام خفـيرُ
وقال أبو ذؤيب :
وتجلُّدِي للشـامـتـين أريهـم ### أني لِريبِ الدَّهر لا أتضعضَعُ"
قال عبد الله بن أبي عيينة :
كلُّ المصائب قد تَمُرُّ على الفتى ### فتهونُ غير شماتةِ الـحُسَّادِ
وقال منصور الفقيه :
أيها المظهر الشما ### تَةَ إن متُّ قبـلَهْ
عن قليلٍ يصير مثـ ### ـلِي من كنتُ مثلَهْ
وله : يا شامتين بمصرعي ### اليوم لي ولكم غَـدُ
ومما ينسب لابن المبارك وليست له وإنما هي للمبارك الطبري :
لولا شماتة أعداءٍ ذوي حـسـدٍ ### أو اغتمام صديقٍ كان يرجوني
لما طلبت من الدنيا مراتبـهـا ### ولا بذلت لها عرضي ولا ديني
وقال آخر :
فمن يكُ عني سـائلا لـشـمـاتةٍ ### بما نالني أو شامتـاً غيرَ سـائلِ
فقد أبرزتْ مني الخطوب ابن حرةٍ ### صبوراً على ضراء تلك الزلازلِ
إذا سُرَّ لم يفرحْ وليس لـنـكـبةٍ ### إذا نزلت بالخاشع المـتضائِلِ
وقال أعرابي وقد أغير على إبله :
لا -والذي أنا عبدٌ في عبادته-### لولا شماتةُ أعداءٍ ذوي إحَنٍ
ما سرني أن إبلي في مَبَارِكِهَا ### وأن شيئاً قضاه الله لم يكـنِ
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
لعن الله كل شامت